محمد عبدالرحمن

محمد عبدالرحمن

الحوثي والإخوان.. حرب بطريقة أخرى على المواطنين

Tuesday 25 May 2021 الساعة 08:30 am

تشهد البلاد هدوءاً نسبياً في جبهات القتال، في نفس الوقت تشتد أوارها في مناطق أخرى هي أكثر تأثيراً على الناس، حيث تستخدم جماعة الحوثي في الشمال والإخوان في الجنوب كل الأساليب القذرة، التي تعمل على خنق المواطنين في معيشتهم، وسلبهم الأموال بصورة أو بأخرى.

في الشمال يعمل الحوثي بكل اجتهاد، ويبذل كل وقته وجهوده في استخدام أساليب لنهب الأموال من جيوب الناس، التي تأتي مما تبقى لهم من مدخرات السنوات، أما الضرائب والبنوك وأموال الدولة فقد استولى عليها بدون أي تعب أو جهد، لأن السلاح الذي يمتلكه يفرض القوة والغطرسة، مما ينتج عن ذلك الاستيلاء على ما يريده الحوثي.

حرب الحوثي ضد المواطنين وتجويعهم هي استراتيجية يهدف من خلالها إلى إخضاع الناس، وتدريبهم على الاعتياد، وتحمل المشقة والصبر، لأنه يتوقع أن تطول حربه، ويتوقع أن من خلال استراتيجية التجويع والأزمات سوف يضمن خضوع الناس له ولسلطته وحكمه. 

يستطيع الحوثي صرف مرتبات الموظفين، لكنه لا يريد، ويستطيع أن يقدم خدمات، لكنه لا يريد، يستطيع أن يجعل المنظمات الدولية تقوم بمهام الدولة في الجانب الخدمي والإنساني، لكنه لا يريد، هو يريد فقط أن تذهب كل عوائد الضرائب والمنظمات الدولية إلى خزينته الخاصة، هذه الخزينة التي تضمن له تمويل حروبه لسنوات قادمة.

في الجنوب ترفض الشرعية "الإخوان" أن تقوم بواجبها في تقديم الخدمات، هي تستخدم أسلوبها القذر لشن حروب ضد الناس لأسباب سياسية، تخوض الناس معركة كبيرة لا تقل عن معركة الدفاع عن الجنوب من التنظيمات الإرهابية بما فيها الإخوان والحوثي. 

الشرعية تمتلك القدرة على أن توقف معركتها ضد الناس في الجنوب، وتستطيع تقديم الخدمات والكهرباء وصرف المرتبات لكنها لا تريد، تحاول من ذلك أن تمارس حرب الابتزاز السياسي الموجه ضد الناس والمجلس الانتقالي الجنوبي.

يعيش الناس في الجنوب هذه الأيام ارتفاعا في درجة الحرارة بشكل كبير، بدون وجود للكهرباء، على الرغم من المناشدات والمحاولات مع الشرعية الإخوانية للقيام بواجبها والتخفيف عن الناس من وطأة وشدة الحرارة، ويستغرب الناس من مصير المنحة السعودية المخصصة للكهرباء. 

إذاً الحال هو واحد في الشمال والجنوب، حرب ضد الناس بكل المقاييس والمستويات، ما إن تهدأ المعارك في الجبهات، حتى تستعر الحرب ضد المواطنين.. تعبت الناس وهي تبحث عن وسائل للمقاومة أمام هذه الحرب التي تمارسها أقذر جماعات دينية متطرفة "الإخوان والحوثي".