فلسطين قلب الأمة وحقيقة القضية العربية التي ما زال جرحها الدامي كل يوم ينزف دماً وكرامة مهدورة في وجه أقذر عنصرية يشهدها العالم والعصر الحديث ضد شعب أعزل مع تماه للأخ والصديق في مأساة هذا الشعب المكلوم منذ عقود وهو يناضل وحيداً من أجل قضية الوطن العربي من المحيط إلى الخليج.
لم أكتب ولم أبد تضامني مع الشعب الفلسطيني، لا لعدم إيماني بالقضية أو لعدم شعوري بالألم، بل لأن الأقلام التي تكتب قلما آلمها واقع الأمة بالمجمل، ولا نرى هذه الأقلام تنوح وتتباكى إلا في ذروة الدماء، بينما الجرح ليس مندملا ليسكتوا طول أيام السنة، وهنا هي الانتكاسة والألم الأكبر،
وعند مناقشتنا لقضية فلسطين العربية لا يجب ان ننسى أو نتناسى جرحنا الداخلي ايضا والمتمثل في هذه الحرب الهمجية التي تدار من دهاليز طهران والتي جعلت الشعب اليمني وحكامه يعيشون حالة الشتات واللا دولة، بسبب اقتتال بيني تغذيه أطراف مليشاوية مدفوعة الأجر من خارج حدود الأمة ومن داخل أقبية مخابرات تطمع في صك امتلاك اليمن شعبا وإنسانا، وهي معروفة حكرا وامتدادا وتعمل كل يوم على زيادة الشقاق والاحتراب اليومي بين شعب افتقد حكامه رجاحة العقل والمنطق ليصبح مجرد بقعة من أرض تقتل انسانها وتطرد محبيها.
اعود للقضية الفلسطينية وتداخلها بالفاجعة اليمنية وهو ما يجعل التساؤل حاضرا أمامنا، ماذا اكتسبت اليمن من القضية الفلسطينية؟؟
لا شك في أننا ندرك مدى ارتباط الشعب اليمني بالقضية الفلسطينية والتي كانت وما زالت القضية الأم لليمنيين، فقد كانت اليمن من أوائل من استقبل الفصائل الفلسطينية شمالا وجنوبا سواء في معسكرات برج البراجنه في صنعاء أو معسكرات منظمة التحرير الفلسطينية في عدن، وقد حظيت هذه القضية بكل دعم شعبي من أبناء اليمن تمثلت في جمع المبالغ المالية الضخمة لنصرة الأقصى والمقاومة الفلسطينية والتي راح غالبية ريعها مؤكدا لكروش تنظيم الإخوان الإرهابي في العالم ولجيوب قادة حماس الذين أصبحوا من أغنى أغنياء الوطن العربي، كل هذا ولم يتزحزح الشعب اليمني عن مواصلة الدعم لفلسطين سواء بما يملك أو بالانتفاض والمظاهرات الدائمة الداعمة للقضية الفلسطينية وللشعب الفلسطيني في تقرير مصيره واستعادة دولته وسيبقى، لكن لماذا يعامل الشعب اليمني بنكران دائم ممن يدعمهم؟؟
ولإيضاح تساؤلي فقد نعت قبل حوالي شهر من الآن حركة حماس الإخوانية نفوق أحد قياداتها في جبهة مأرب، وهو يحارب في صفوف المليشيا الحوثية، وهو ما يعني المشاركه الفعلية لحماس في الحرب الإيرانية على اليمن ودون أن تستحيي من مشاركتها في قتل الشعب اليمني بأيدي من يدعمهم هذا الشعب. ومن العجائب ايضا ان يقام حفل قبل أربعة أيام في مدينة التربة حاضرة ريف تعز دعما للقضية الفلسطينية وما يتعرض له هذا الشعب من قتل ودمار من آلة الحرب الإجرامية للعنصرية الصهيونية لينبري في هذا الحفل أحد زعماء القاعدة وتنظيم داعش في تعز المدعو حمزة عبدالرقيب الشرجبي والذي قال بالحرف إن مأرب وتعز لن تسقط لأن فيها خبراء من حماس يعملون ليلا ونهارا من أجل الحفاظ عليها؟؟
ألف خط يجب أن نضعه تحت هذه الجملة، فكيف لحماس أن تنعي قائدا لها قتل في صفوف الحوثيين ثم تأتي القاعده لتعلن أن خبراء من حماس يقودون الدفاع عن مارب وتعز وهنا تكون الإجابة المنطقية الوحيدة أن الحركة الإخوانية حماس لا تعدو ان تكون جماعات إرهابية مرتزقة تعمل في اي ظرف وتحت اي قضية لاستجلاب الاموال والمشاركة في زعزعة أمن وأمان الاقطار العربية فلا تهمها القضية بقدر ما تستجيب للممول، وهنا الكارثة..
شعب يمني قضى أجيالا يحمل هم قضية فلسطين بينما أبناء هذه القضية يشاركون في قتل هذا اليمني ويساهمون في هدم موطنه وسلبه حياته.
أليس حرياً بهؤلاء المرتزقة أن يحملوا سلاحهم وبدلا من قتل الشعب اليمني وتأجيج الاقتتال في اليمن أن يذهبوا ليقاتلوا من يستعمر أرضهم ويستهين بعرضهم؟
أوليست اليمن من قدمت لهم كل النصرة والدعم أحق بأن يكونوا أدوات سلم لها لا أدوات قتل وخراب؟
أم ترى هم يريدون تكرار ما صنعوه في فلسطين وتقسيم اليمن إلى قطاعي غزة ورام الله والتي أدرك العربي أخيرا أنها مؤامرة إخوانية إسرائيلية لهدم البيت الفلسطيني وتشتيت وحدته أمام الصلف الإسرائيلي وليظهروا للعالم أن الفلسطيني لا يستحق أن يكون له دولة تؤلف شتاته..؟
أسئلة جمة تطرح، وعلى الإرهاب إجابتها..