المراقب الحصيف لمجريات الأمور على الساحة اليمنية عموما وتعز خصوصا يلاحظ وبلا جهد يذكر أن الأمور أصبحت خارج السيطرة الفعلية أو الرمزية للدولة، فانتشار مليشيا الرعب والتنكيل بالآخر في عموم تعز، ريفها والحضر، وازدياد معسكرات الحشد الشعبي الإرهابية الممولة من قطر، ينبئ بكارثة حتمية ستكون انعكاساتها السلبية ليست محصورة على المواطن التعزي فقط، بل ستصل إلى أبعد بكثير من الإقليم، لأن من أعد سيناريو الكارثة يعلم يقينا أن مشروعه ليس محصورا بطورا بورا اليمن (تعز) بل هو مشروع يجب أن يصل مدى تأثيره لزعزعة المنطقة بأسرها ليستطيع التوغل وإحكام السيطرة على مصادر النفط وطرق تجارة العالم بخياريه الاثنين:
الخيار الأول: وهو ما يعد له عسكريا في إنشاء أكبر قوة مسلحة في تعز تتبع تنظيم الإخوان والتي أولى مهامها السيطرة الكاملة على باب المندب والشريط الساحلي من الحديدة شمالا حتى شبوة شرقا، نظرا لأنه وبمفهومه أن شبوة وما بعدها أصبحت إحدى مستعمراته الإخوانية سلفا.
الخيار الثاني: وهو الضغط "الإرهابعسكري" لدول الجوار والإقليم، وذلك بعد قيامه بتدريب مجاميع للقاعدة واستجلابهم إلى تعز لتكون محور إعداد وانطلاق لإرهابهم، وتصديرهم إلى دول الجوار وأهمها الشقيقة الكبرى لزعزعة الأمن فيها ووضعها تحت بند الابتزاز، إما التمويل وإما الإرهاب.
ولأن تعز أصبحت عارية من لباس الدولة وفقيرة لأبسط أسس القانون بعد أن سلمتها الشرعية وبتواطؤ التحالف لقاتليه، فلا مجال لأبنائها إلا التغني بماض راح وولى والإمل ببصيص من نور لبعض من أبنائها ما زال الشارع التعزي يعول عليهم كأركان خمسة لنزع تعز من براثن الإرهاب والضياع وإعادة إعمار تعز ومدنيتها، وهو تمنٍ يؤمل البسطاء من أبناء تعز تحقيقه.
خمسة تعزيين هم أمل تعز وأبنائها، وبعيدا عن الحزبية والتعصب اللا محمود فإن تعز مؤكد ستستعيد ألقها ودورها إن استوعب أركانها الخمسة الدور الوطني الملقى عليهم من أفواه أطفال تعز التي ستخرس فوهات البندقية إن شمر أركانها عزيمتهم.
أعتقد أن كثيرا منكم قد أدرك كينونة وشخوص الأركان الخمسة مع اختلاف انتماءاتهم ومراجعهم السياسية والثقافية..
وللتوضيح لا إكثر. فإن هؤلاء الأركان هم:
1_ دولة الشيخ سلطان البركاني رئيس مجلس النواب، الذي يبدي وبكل وضوح ودون ركة أو انكفاء أنه رجل دولة من الطراز الأول، وما زال مرتبطا بتعز وأبناء تعز تماما كارتباطه بالقضية الأسمى وهي استعادة الدولة اليمنية، وقد جسد هذا عمليا في انتزاع الاعتراف بالبرلمان اليمني وحجز مقعده في البرلمان الدولي كأهم خطوة لإعادة القضية اليمنية للواجهة بعد ركود ساهمت شرعية الدنبوع في استفحاله.
2_ الركن الثاني ابن تعز ومن قدم لها من وقته وجهده وسلامته في أحلك الظروف ما لم يقدم لها أحد، إنه الدكتور أمين أحمد محمود، رجل المدنية والبناء والدولة، فما زال ورغم ما لاقاه من صعوبات أثناء تأديته لمنصب محافظ محافظة تعز في أصعب فترة مرت بها، والذي أثبت فيها أن تعز حية إن قادها أحياء ضمير وفكر. وما زال حتى الآن يعمل بكل ما أوتي من قوة وبسطة في الضمير والإنسانية يعمل على أن تكون تعز حاضرة الدولة والمدنية، ولم يحقد عليها رغم ما ناله من مآس تنهار منها الجبال، إلا أنه محب لتعز غير حاقد عليها وليس زعيم القوم من يحمل الحقدا.
3_ بكل صراحة وبلا انتقائية تذكر فالأستاذ عبدالله نعمان القدسي من أهم الأركان المعول عليها إعادة تعز لحضن الدولة والمدنية، فكما كان له الدور الأبرز منذ الوهلة الأولى للتحرير والتي أثبتت معدنه الوطني الأصيل وأثبتت الحب الأزلي لتعز في دعم مقاومتها الحقيقية بعيدا عن العمل الحزبي، فهو أيضا لسان حال أبناء تعز حاليا، لنقله للعالم معاناتهم سيما وتحركاته كلها تصب من أجل التحرر من مليشيا الكهنوت ومليشيا الإخوان في نفس الوقت، لأنه مؤمن حد الثمالة بالدولة وغارق حتى قبة رأسه في حب تعز.
3_ كان ركنا لتعز منذ البداية ولا زال مع أسرته من أبرز من خدموا تعز واليمن عموما. إنه الأستاذ شوقي أحمد هائل سعيد، وهو ما لا يتسع لنا مجال لإبراز مناقبه التي يعلمها ويحمدها أعداؤه قبل أصدقائه.. ناهيكم عن فترة توليه محافظا لتعز التي كانت من أزهى الفترات، بل هي الأزهى.. ساد فيها الأمن واستقرت الحياة أمنا ومعيشة رغم أنه تعرض لأكثر من مؤامرة استهدفت حتى البيت الوطني التي ينتمي إليها بيت الحاج هائل سعيد أنهم -رحمة الله عليه- وكلنا يعلم مصدر هذه المؤامرات والهجمة الشرسة عليه ومموليها الذين لا يستصيغون رؤية أي خير لتعز من أبنائها.
5_ الركن الخامس وهو لا يقل أهمية عن مجمل الأركان التي أسلفنا ذكرها ألا وهو الأستاذ ورجل القانون حمود خالد الصوفي، الذي طالما كان عمودا تتكئ عليه تعز في أصعب الظروف والأزمات. بل وكان ناطقها الحقيقي في الدولة أيام وجودها وإليه تشار البنان في أن يكون حاملا لمشروع تعز وعودة الدولة فيها، كما يؤمل منه رغم أنه وعمليا يقوم بالدور المناط به دون أن ينتظر قولا أو رجاء من أحد، ويعلم الكل أن مساعيه التي يبذلها في استعادة الدولة وانتزاع تعز من براثن الإرهاب غير محدودة ولا منقطعة ابدا.
ورغم ما يروج له الإخوان من أكاذيب في أنه من زرع نبيل شمسان في تعز، إلا أننا نراهن أنها مجرد أكاذيب، فلا يمكن لرجل دولة ورجل قانون أن يرمي تعز بمنبطح ومنفذ لسياسة الإرهاب ومشرعن لانتهاكاته.
خمسة أركان إن توحدت رؤاها وأياديها من أجل انتزاع تعز من براثن الإرهاب وإعادتها إلى الدولة فإن ما تعسر من أمر سيكون أمام هؤلاء الهامات الوطنية يسيرا، بل يراهن الشارع في تعز أن أركانهم لن تخذلهم وهم أيضا أي الشارع التعزي بكل فئاته وقبله وتنظيماته وايدلوجياته لن يخذلوا أركانهم في معركة استعادة الدولة وإرساء دعائم القانون والمدنية التي حتما ستكسر يد الإرهاب وتدحره إلى غير رجعة..
إليكم أيها الأركان الخمسة:
إن إسلامنا مدينتنا، وإن إيماننا مدنيتنا وإن سنام جهادنا هي تعز التي أصبحت ثكلى للأمن والأمان، وجائحة الإرهاب تسكنها..
فهلا يا أركانها تستعيدون لها ما تعوله أمكم منكم؟.