خالد سلمان

خالد سلمان

تابعنى على

اليمن.. حرب أوسع أم تسوية؟!!

Thursday 22 April 2021 الساعة 11:47 pm

أقر ليندر كينج مبعوث الإدارة الإمريكية، في إحاطته الأخيرة أمام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، أن لا حل عسكري في اليمن، وأبلغ هذه الرسالة للسعوديين  وأطراف النزاع، وأن جولاته لدول مجلس التعاون الخليجي الست، تأتي لإنضاج رؤية مشتركة، حول جدول أعمال التسوية، وبناء موقف إقليمي ودولي، للمضي نحو النقلة التالية وهي الأهم، الحوار المباشر مع الحوثي وإيران. 

واشنطن تدرك بعد كل سنوات الحرب، أن لا إجتثاث للحوثي وشطبه من قائمة التفاوض ومخرجات الحل، وأن منطق السياسة لا يقبل الشعارات الخرقاء، على غرار إسقاط الانقلاب واستعادة الشرعية، ودخول صنعاء على دبابات الفاتحين. 

 في كل حروب الدنيا لا مهزوم يملي الشروط على المنتصر، وأن الحوثي يبسط على كل الشمال، وأن مأرب محاصرة من كل الاتجاهات، وثلاث أو أربع محافظات جنوبية على مرمى بندقيته، إن قرر توسيع نطاق المواجهة، حسم  الصراع بقوة السلاح، هو قرار بحسابات السياسة باهظ الكلفة، ولكنه بحسابات جماعات عقائدية، فعل مغامر ممكن الحدوث. 

 كينج يعمل بتودد لتوحيد إجماع دولي، وصياغة مقاربات، والبحث عن مشتركات، تشكل بداية مثمرة للمراكمة والبناء عليها لاحقاً، أهمها إبلاغ الحوثي أنه طرف أصيل، في اي تشكيل حكومي قادم، وأن لا حل سيُمرر من خلف ظهره، وأن مصالحه على رأس أولويات التسوية. 

 واشنطن ترعى التقارب السعودي الإيراني، وترى فيه مدخلاً أساسا ،لتفكيك استعصاءات الكثير من الملفات، وفي المقدمة ملف حرب اليمن، كما تربط إدارة بايدن بين العقوبات والملف النووي الإيراني، وبين تقليص مساحة النفوذ السياسي العسكري لطهران في المنطقة، من صنعاء إلى بيروت وبغداد، ومن دمشق وحتى كابول. 

إحاطة كينج جاءت توصيف حالة، لا وضع آليات مغادرة مثل هكذا حالة، وهي إحاطات، تتحدث عن رحلاته المكوكية والوضع الإنساني، واجتماعاته مع أطراف النزاع مباشرة أو عبر طرف ثالث، أما أهم الاستنتاجات، أن واشنطن “تتعاطى مع حرب اليمن من موقع أمنها القومي  بعيد المدى”، وأن  إصابة أي من الأمريكيين عبر استهداف السعودية، له عواقب وخيمة، وأن الحوثي طرف حرب وشريك سلام، وأن الرياض تقبل بخروج آمن بضمانات دولية. 

 بعد الإقرار أن خيار الحل عبر الحرب قد سقط بلا رجعة، وأن عودة الشرعية إلى صنعاء بالقوة المسلحة، قد شحب وتلاشى، يبقى علينا ترقب ما إذا كانت هذه الهزيمة العسكرية النفسية للسعودية، ستقرب الحوثي خطوة نحو الحل، أم ستدفعه نحو اجتياح ما تبقى من محافظات؟

علينا أن ننتظر نتائج معركة مأرب لنرى ما بعدها:

حرب أوسع أم تسوية ؟

*من صفحة الكاتب على الفيسبوك