عادل البرطي
عجائب ناشطي ومفسبكي تعز.. وعقدة الانتقالي
تمر في جميع نقاط الحزام الأمني بعدن، دخولا وخروجا، دون أي عراقيل ودون حتى أن تُسأل عن بطاقة شخصية ما عدا نقطة العلم، بالطبع لأن لها وضعا خاصا لارتباطها بجبهة أبين مع قوات الإرهاب، ثم إذا طرأ وضع أمني ما وطُلب من الداخلين عدن بطائقهم الشخصية، والتي بالطبع يسمح بمرورهم بمجرد عرضها، قامت الدنيا ولم تقعد ويتم كيل تهمة العنصرية وكل التهم للانتقالي والحزام الأمني من قبل هؤلاء المفسبكين الممولين من التنظيم الإرهابي..
لكن في نفس الوقت وعلى مدار الأيام يتم إيقاف كل داخل إلى تعز في نقطة الهنجر ويمنع من الدخول للمدينة حتى بوجود بطاقته الشخصية، إن كان من غير تعز أو حتى من مناطق لم تحرر من تعز، إلا بضمانات ومبالغ مالية ضخمة، وهذا لا يمثل أمام هؤلاء المفسبكين وحتى بعض من يحسب على اليسار أنه عمل عنصري وإجرامي خاصة مع تعداد الأسر التي تلتحف التراب على هذا المعبر العنصري بتعز لليوم واليومين.
أيضا يعيش الكثير من أبناء المحافظات الشمالية بعدن ويعملون في كافة المهن دون أي متابعات أو ملاحقات، وإن حصلت هفوة أو عمل أخرق من البعض والذي اكتشف مؤخرا أن غالبية من قاموا بذلك كانوا يعملون تحت أجندة الإخوان أيضا، ترى مواقع التواصل وهي تعج بالشتم والسب والقذف على الانتقالي وتصفهم بأبشع الصفات.. بينما في تعز يتم الاعتقال من أمام بوابات الجوازات لكل من لهجته غير تعزية، بل ويتم مداهمة الفنادق وسجن الناس في بدرومات نادي الضباط والإفراج عنهم بعد ابتزاز كل ما بحوزتهم من أموال، وأيضا لا نرى لهذه الأبواق أي حديث يذكر حتى من باب الشجب والاستنكار لهذا العمل الهمجي.
وبسبب التاجر العيسي وتعنت مباخر عبدربه منصور وعدم السماح لوقود الكهرباء بدخول عدن من هؤلاء إذا انطفأت الكهرباء في عدن نرى الكل يصيح ويتهم الانتقالي، وأنا بالطبع منهم، مع العلم أن كثيرا ممن يصرخون لا يدفعون فاتورة الكهرباء، ومنهم مثلا مناطق التقنية والأحياء الجديدة في عدن، لكن في تعز نهبت كهرباء الدولة من قبل قيادات الإخوان وشغلت لحسابهم الخاص وبأسعار مهولة جدا ولا نرى لهؤلاء أي صوت يذكر، بل يرون الأمر وكأنه خدمة للمواطن التعزي أن تسلب مؤسساته العامة لصالح التنظيم الإخواني وتنتهك حقوقه ويعدونه تقدما كبيرا في حق المواطنة.
على مدار ثمانية أشهر وأكثر والقوات الجنوبية تخوض حربا ضروسا مع مليشيا الحوثي في الضالع ومليشيا الإخوان الإرهابية في أبين ومع هذا رواتبهم مقطوعة، لكنهم لم يقوموا باستقطاعات من رواتب الموظفين من أبناء عدن ولا من أي محافظة جنوبية ولا حتى شمالية تحت أي مسمى.. بينما وكحفلة سنوية قبل شهر رمضان منذ أربع سنوات تقام مسرحيات التحرير والتي يعلم الكل أهدافها وكانت هذه السنة أكثر بشاعة باستقطاع مرتبات المعدمين من موظفي تعز لصالح هذا العبث، ونرى اقلام المرتزقة والمتنطعين تعزز من هذا الفعل غير القانوني، بل وترى فيمن يرفض أخذ راتب أطفاله خائنا وعميلا للمليشيا الحوثية، في إرهاب ممنهج للموظف والمواطن وحتى الطفل التعزي الذي تم أخذ مصروفه ليوضع في جيوب قيادات الإخوان وملمعيهم ومنهم بالطبع تلك الأقلام المحسوبة على اليسار في الداخل والخارج المبررة لكل هذه الأعمال غير الأخلاقية وغير القانونية تحت مسمى دعم الجبهات.
ومن المفارقات أنه إن تم اختفاء فتاة لأسباب عائلية أو انقلبت سيارة في إحدى طرق عدن أو اوقفت شاحنة ضجت مواقع الإخوان، وأولئك المحسوبون علينا أنهم ناشطون يساريون، بالهجوم والقذف وكيل الاتهامات للأمن في عدن وأن الوضع الأمني مزر وأن الانفلات يدق مفاصل الحياة بعدن، رغم أن كل هذا الحديث مدعاة للسخرية خاصة لمن يعيش في مدينة السلام عدن ونحن منهم.. بينما في تعز لا تمر يوم إلا وهناك قتيل أو قتيلان من بسطاء الناس لا حول ولا قوة لهم من مفصعي الحشد الشعبي وبلاطجة الإخوان في شوارع المدينة ودون أن يتم القبض على أحد منهم، بل وصلت البلطجة إلى ريف تعز وخاصة بالمعافر والحجرية وبأطقم الدولة، فأين هؤلاء الأصوات النشاز من كل هذه الانتهاكات والقتل والبلطجة.
اليوم أقولها، وبكل صراحة، كل يوم تنعدم أخلاقكم وتنعدم إنسانيتكم مع كل حرف تمتهنون الكذب والزيف فيه وتلمعون الخطايا لهذا التنظيم الإرهابي في تعز، وتتحاملون على القضية الجنوبية ومن يحملونها ليس لأنها غير عادلة، بل لأن من يحملها يثبت على الأرض أنه تواق للدولة ويعمل على استعادتها، بينما تنظيمكم وقاداتكم تثبت أنها أدوات لا أكثر وأنها تتحرك وفق أجندة خارجية لا غير.
لا أوجه كلامي فقط لأقلام الإخوان التي أعدها نتاج أيديولوجيا إرهابية، بل أوجه كلامي لبعض اقلام اليسار الفاقدة للموضوعية والمتجهة صوب الارتزاق من هذا التنظيم بعد أن يئسوا من تسوية أوضاعهم من خلال ادعاء اليسار وهم في داخل تعز وفي خارج الوطن.