محمد عبدالرحمن

محمد عبدالرحمن

الموميات "الإخوانية" في اليمن

Sunday 04 April 2021 الساعة 08:05 pm

ويمر موكب الموميات الملكية الفرعونية في حدث عالمي لم يحدث عبر التاريخ.

 استفاقت مصر بعد أفول الإخوان عن مشهد السيطرة على السلطة، بقيت مصر وذابت شرورهم التي حاولت أن تذهب بالدولة المصرية نحو الهاوية، لو كان الإخوان استمروا في اختطاف مصر، لكانت تلك الموميات قد نسفت وأصبحت تراباً وعظاماً نخرة.

في اليمن هناك موميات من نوع آخر، موميات تأكل الأخضر  واليابس، تلبس لباس الأحياء وتأكل الأموات، وجوه شاخت وأكلت من الزمن والشعب الكثير، وتخلت عن البقاء في طور الحياة بشرف وكرامه، تبقى هذه الموميات هي الحدث السيىء والبشع  الذي تشهده اليمن. 

"الأحمر" و"هادي" و"اليدومي" موميات ترفض التخلي عن العبث بالحياة ونشر الحروب، تنتقل من طور إلى آخر باسم الجمهورية وباسم الوحدة والنضال، هذا النضال الذي يحصد اليمنيين جوعا وحروبا وحوثيا وإخوانا، لم تعد تستطيع أن تقدم شيئا للناس والحياة إلا ما يقدمه الأموات، والأموات لا تقدم شيئا.

استطاع الإخوان في اليمن أن يسيطروا على السلطة، فتحولت اليمن إلى قرية مهجورة يحصدها الخراب والموت، وسقط الإخوان في مصر، واستلم المصريون زمام دولتهم، فتحولت مصر إلى الطور الذي يجعلها محل أنظار الحضارة العالمية الجديدة، تحتفل مصر  بالتاريخ والهوية، وينساق اليمنيون خلف الحرب والموميات الجمهورية. 

باسم الجمهورية حنطت  قيادات الإخوان نفسها، وابتلعت الجمهورية ومكاسبها، وكل وقت يبعثون في الجمهورية أرواحهم الميتة، ولا يمكن لهم أن يبعثوا في الحقيقة شيئا، لأن الموميات أجساد بلا روح، والجمهورية فكر ودولة ومبادئ بحاجة إلى الحياة والرجال فيهم تدب روحها وروح الأبطال.

الوجوه القديمة التي ركبت ظهر الجمهورية والوحدة، أصبحت موميات لم تعد تقدم شيئا، لكن أرواحها لا تزال لعنة تطارد اليمنيين كلما حاولوا إزاحة تلك الوجوه الآفلة، والمشاريع المميتة. 

موميات اليمن هي خطر كبير على البلاد، لأنها تريد أن تبقى في السلطة، ولو خارج حدود البلاد، ولو بالاسم، المهم أن تمارس هواياتها في فن الحروب التي تنتهي بالهزائم، وعبثاً أن نبقى تحت رحمة هذه الموميات باسم الشرعية، أو نستسلم لأبشع صور الإرهاب "الحوثية ".