عبدالله فرحان

عبدالله فرحان

تابعنى على

تعز ليست "طارق عفاش" يا جماعات المناكفات السياسية

Friday 02 April 2021 الساعة 05:21 pm

منذ أيام بفعل مناكفات سياسية انهالت على السلطة المحلية بتعز عدد من المذكرات والتوجيهات المرسلة من قبل وزير الصحة ووزير التخطيط ومن رئاسة الوزراء أيضاً، جميعها تقضي بنقل مصنع الاوكسجين من مدينة المخا غربي تعز إلى محافظة مأرب، والذي كان قد سبق لجمعية الإغاثة الكويتية أن قدمته كمنحة إغاثية لدعم القطاع الصحي بمحافظة تعز وتم انزاله إلى المخا لاستكمال تركيبه وتفعيله وفقا لخطة الاحتياج الاغاثي المقررة سابقا لدى الإغاثة الكويتية.

وبكل أسف يبدو بأن عوامل سياسية وجهات لدى الحكومة وأخرى لدى مؤسسة التواصل للتنمية الإنسانية المرتبطة بالاغاثة الكويتية والمعنية بتنفيذ المشروع جميعها أعادت النظر في موقع المشروع والجهة التي يتم منح المشروع لها وفق رؤية جهوية وحزبية تندرج في إطار المناكفات السياسية بعيدا عن الاحتياج والإغاثة الإنسانية.. لتنتهي إلى قرار سياسي حزبي يقضي بإلزام سلطة تعز المحلية سرعة إعادة تسليم المصنع إلى مؤسسة التواصل للتنمية الإنسانية لتتمكن من نقله إلى محافظة مارب بديلا لتعز.!!

الملفت في الأمر بأن الحكومة ووزارة الصحة، منذ نصف شهر، تتلقى بشكل يومي نداء استغاثة وتقارير حصيلة الوباء الكارثي مرفوعة إليها من محافظة تعز تناشد كافة الجهات للتدخل الاسعافي العاجل لتمكين قطاع الصحة من مواجهة كوارث وباء كورونا والحميات المتفشية في أوساط المدينة وسرعة رفد المستشفيات والإمكانات الاسعافية وخصوصا الاوكسجين بدرجة أساسية كون ما يزيد عن نسبة 50% من حالات الوفيات اليومية بتعز تأتي نتيجة انعدام اسطوانات الاوكسجين لدى المستشفيات لمواجهة حالات الاختناق لدى المصابين بفيروس كورونا.

 وهو الأمر الذي كان يوجب على الحكومة ووزارة الصحة إصدار التوجيهات لسرعة تركيب وتجهيز وتفعيل مصنع الاوكسجين كضرورة اسعافية لرفد المستشفيات ومواجهة الكارثة الوبائية.. دون القبول مطلقا بفكرة إعادة نقل المصنع من تعز إلى مأرب حتى وإن كانت الجهات الكويتية الداعمة قد قررت نقله من تعز إلى مارب، فبالإمكان إقناعها ومواجهتها بتقارير تعز الكارثية.

وفي الشأن ذاته كان يتوجب على مؤسسة التواصل وجمعية الإغاثة ووزير الصحة والجهات السياسية الواقفة خلف فكرة نقل المشروع إلى مارب أن تتفهم بأن مصنع الاكسجين دعم اسعافي لكل أبناء تعز ولن يكون مصنعا استثماريا أو انتاجا حربيا داعما لطارق، وليجعلوا الإنسانية والمسؤولية الوطنية فوق المناكفات السياسية.. فتعز تموت وتختنق دون إسطوانة اوكسجين.

*من صفحة الكاتب على الفيسبوك