د. عيدروس نصر

د. عيدروس نصر

تابعنى على

في اليوم الوطني لدولة الإمارات الشقيقة

Thursday 03 December 2020 الساعة 07:03 pm

يصادف يوم الأربعاء الثاني من ديسمبر 2020م الذكرى التاسعة والأربعين لإعلان قيام دولة الإمارات العربية المتحدة، بعد رحيل القوات البريطانية عنها وتسلم الحكم من قبل القيادة الوطنية الإماراتية بقيادة طيب الذكر وحكيم العرب الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، عليه رحمة الله.

كانت الإمارات العربية المتحدة عبارة عن عدة مستعمرات بريطانية مجزأة لم يربط بينها سوى أمرين اثنين هما أنها تقع في جغرافيا واحدة وأنها تخضع للوصاية البريطانية، حتى ديسمبر 1971م. 

وقبل رحيل المستعمر البريطاني تقدم الشيخ زايد بدعوة لكل حكام الإمارات الخليجية التسع التي قرر الاستعمار الرحيل عنها وهي الإمارات المتحدة حاليا، بالإضافة إلى إمارتي قطر والبحرين، لقيام دولة اتحادية فيدرالية يحكم فيها كل حاكم ولايته ويديرها مجلس أعلى أعضاؤه هم حكام الإمارات لكن قطر والبحرين اعتذرتا واحترم بقية الحكام إرادة البلدين واتحدت بقية الإمارات السبع تحت قيادة الشيخ زايد عليه رحمة الله وزملائه في المجلس الأعلى للدولة، وصارت الإمارات ما صارت عليه اليوم.

عندما استقلت دولة الإمارات عن الوصاية البريطانية، كان المستوى الاقتصادي والدبلوماسي والاجتماعي للبلد بكل إماراتها عند مستوى أية دولة متوسطة النمو في أي مكان في العالم وبعض الإمارات كانت أقل نمواً، وكان الكثيرون لا يعرفون شيئا عن إمارة اسمها رأس الخيمة أو أم القيوين أو حتى الشارقة وغيرها بسبب التعتيم الإعلامي الاستعماري  وتغييب الحضور الإماراتي على المستوى العالمي في زمن الاستعمار.

وخلال سنوات قصيرة اتبعت دولة الإمارات بقيادتها الحكيمة سياسات تنموية ناجحة استثمرت فيها عائدات الإنتاج النفطي الذي كان متواضعا حينها في تنمية المجالات الخدمية والإنتاجية الزراعية والصناعية والسياحية وفي قطاع البناء والمواصلات والاتصالات.

ولعبت دولة الإمارات بسياساتها الخارجية المتوازنة أدوارا إيجابية في خدمة السلام والاستقرار  في كثير من مناطق النزاعات على المستويين الإقليمي والعالمي.

 كما سخرت جزءًا كبيرا من عائدات ثروتها الوطنية لدعم الشعوب العربية والإسلامية الفقيرة وذلك من خلال إنشاء المشاريع الخدمية من مساكن ومستشفيات ومدارس وطرق وغير ذلك، وساهم ذلك في التخفيف من معاناة المواطنين في تلك البلدان وبالمقابل في تحسين سمعة الإمارات لدى شعوبها وتعميق احترام تلك الشعوب للإمارات شعبا ودولة وحكاماً.

بعد 49 سنة على استقلالها صارت الإمارات واحدة من الدول التي تتربع المراكز الأولى على مستوى العالم من حيث مستوى المعيشة ومتوسط دخل الفرد ومستوى رفاهيته وجودة التعليم والخدمات العامة، وحالة الأمن والاستقرار ومستوى الشفافية والنزاهة، واحتل الجواز الإماراتي المركز الأول بين قرابة 190 جوازا هي كل الجوازات في العالم، ودخلت دولة الإمارات في مرحلة غزو الفضاء الخارجي، كما تجري أبحاثا فضائية للوصول إلى المريخ.

واستقطبت دولة الإمارات رؤوس الاموال العالمية للاستثمار في أراضيها لما توفره من مزايا لا يجدها المستثمرون في أكثر البلدان استقرارا وأمانا وربحية.

تلك هي دولة الإمارات العربية المتحدة بعد 49 عاما على ميلادها.

بالنسبة لشعبنا الجنوبي فإن الدعم الإماراتي الذي اقترن بدعم دول التحالف العربي في مواجهة المشروع الإيراني-الحوثي لن ينساه الجنوبيون يوما، وسيظلون يتذكرون بامتنان وعرفان ما قدمته الإمارات العربية المتحدة من دعم متعدد الأوجه سواء ما جاء منه في هيئة دعم المقاومة الجنوبية أثناء معركة تحرير محافظات الجنوب من غزو الحوثي وشركائه، أو ما جاء من خلال مساهمات الهلال الأحمر الإماراتي في علاج جرحى الحرب ورعاية أسر الشهداء، أو ما تقدمه مؤسسة خليفة بجانب الهلال الأحمر من بناء المشاريع التربوية والصحية ومشاريع الطرقات، وكذا ما تقدمه من دعم للنازحين والفقراء على شكل مخيمات وسلال غذائية وغيره من أشكال الدعم والإسناد. 

كما لن ينسى الشعب الجنوبي الدور الإماراتي الفعال في تأهيل وتدريب رجال المقاومة الجنوبية وإعدادهم لخوض معركة التصدي لأعداء الوطن ومكافحة الإرهاب ومواجهة المشروع الحوثي وتعزيز مهمة ضبط الأمن والاستقرار وحماية أرواح ودماء وممتلكات المواطنين في محافظات الجنوب.

تحية للشعب الإماراتي وقيادته السياسية بمناسبة عيدهم الوطني، ومزيدا من التقدم والنجاح والنماء والاستقرار للشعب الشقيق وأبنائه الكرماء وقادته الحكماء.

* من صفحة الكاتب على الفيسبوك