محمد عبدالرحمن
الإخوان والتسرب اللفظي للبحث عن مبررات الفساد والهزيمة
تبقى جماعة الإخوان في اليمن أشد وضاعة من بقية الجماعات الدينية، وربما تتجاوز في وضاعتها جماعة الحوثي، تطلب الزاد وفمها مليئة به، تستولي على الشرعية وتنخرها من الداخل لتبني شرعية أخرى تسمى الانقلاب الحوثي، وقد حققت أهدافها في تدمير البلاد وإصباغ لون الخراب والموت في كل مكان.
تظهر في كل مرة لتبرير قبح أفعالها في رجم اتهامات عشوائية ضد كل مناوئ لها، بهدف تشتيت الرأي العام عن جرائمها وفشلها في حماية الشرعية، تارة تخرج عبر أدواتها الإعلامية لمهاجمة القوات المشتركة في الساحل الغربي، باعتبار المقاومة هناك استيطاناً وتغييراً ديمغرافياً، وعندما تفشل في مهاجمتهتا تبتلع لسانها وتبحث عن مبرر آخر وفي مكان آخر.
ولأن شبوة هي هدف أساسي للإخوان للسيطرة عليها، باعتبارها محوراً هاماً في رفد حسابات قيادات الشرعية البنكية بالأموال وعائدات النفط والغاز، فإنها تحاول أن تضرب القوات الجنوبية التي تحمي منطقة بلحاف، باعتبارها قوات إماراتيه محتلة، تتخذ كل وسائل للهجوم والتشويه، لكنها تفشل في حشد الرأي العام مرة أخرى فتتجه نحو البحث عن مبررات أخرى في مكان آخر.
في عدن التي بدأت تخطو نحو الاستقرار بعد أن لمست محاولات جديّة من محافظها الجديد لتغيير وضعها للأفضل، أصاب ذلك عقل أدوات الإخوان الإعلامية بالجنون، وبدأت تبحث عن مبررات لمهاجمة المجلس الانتقالي في عدن، وأنه سبب عدم صرف البنك المركزي للمرتبات، وأنه سبب ارتفاع سعر الصرف، وعندما فشلت في مهاجمة الانتقالي وأن البنك المركزي هي الشرعية من تسيطر عليه وينفذ قراراتها، بدأت جماعة الإخوان في البحث عن مبررات أخرى في مكان آخر.
تبحث جماعة الإخوان عن أي مبرر يصادف أن تراه مناسباً لمهاجمة كل من يعارضها ويقف في وجهها ويحاول الحد من جرائمها بحق الناس واليمن ككل، كانت تقول إن علي عبدالله صالح هو السبب الوحيد الذي يمنع تحرير صنعاء من ميليشيا الحوثي، وبعد أن تم تصفيته بقرار خارجي، وجدت هذه الجماعة نفسها عارية بقبح أقولها وأفعالها الهزائمية، تم التخلص من الصالح، ولكن صنعاء لم تتحرر.
هي مشبعة بالفشل والهزيمة، وترى أن الناس قد ضاقت وطفح كيلها بسبب ذلك الفشل ورائحة الفساد، فتسرع في البحث عن قضية ومبررات وطرف لمهاجمته، وحياكة القصص والألاعيب والفذلكة الإعلامية لحرف الأنظار، كل الأطرف أعداؤها، الانتقالي والقوات المشتركة والإمارات وعدن وشبوة والحديدة والضالع وكل اليمنيين، ولا صديق لها إلا فنادق الرياض ورائحة الفساد والهزائم والحوثي.
هذه الجماعة الأفاكة لا يمكن في ظل بقاء سيطرتها على الشرعية أن يتخلص الناس من الحوثي وشرور الحرب، هي الطريق وهي المسلك وهي الأحجار التي تبني للحوثي مشروعه الطائفي على أنقاض دولة وجمهورية وجماجم الأبرياء، لقد أوجعت كل يمني، وطالت هزائمها وفشلها كل شيء، ووصلت بفسادها إلى نعث القبور وبيعها بلا ثمن.