في البدء كانت الدولة العثمانية ليست سوى قبيلة بدوية فرت من تركستان الشرقية خوفا من غارات جنكيز خان...
استوطنت في الأناضول بعد أن طلب أحد رؤساء القبيلة من السلطان السلجوقي أن يمنحهم أرضا يعيشون عليها، فمنحوا مقاطعة على بحر مرمرة، جنوب القسطنطينية التي كانت تتبع بيزنطة آنذاك...
وقد أراد السلاجقة في عاصمتهم (قونية) من كرمهم مع القبيلة العثمانية أن يتخذوا منها واقيا من بيزنطة، لكن الواقي استخدم لغة الجهاد وتمدد منتزعا أراضيَ من هنا وهناك...
على أساس العصبية القبلية والغزو استثمر آل عثمان الدين ستارا لأطماعهم، وتوافد المقاتلون المسلمون من كل حدب وصوب لـ(الجهاد) ضد بيزنطة ليقاتلوا مع آل عثمان (جهادا في سبيل الله) ومن أطفال المسيحيين الذين كان يتم اختطافهم، وتعليمهم دورس الحرب والقتال والجهاد أسس آل عثمان جيشهم الانكشاري!
ومن الصراع الشيعي/السني، الصفوي/العثماني تمدد آل عثمان في الشام والعراق، وتحت ذريعة متابعة أسطول (الكفار) البرتغال استولوا على مصر واليمن!
هي دولة أساسها العصبية القبلية واستثمار الدين لتجنيد الشباب الإسلامي في خدمة أطماع الغزو وبناء الامبراطورية!
لم يهتم آل عثمان بالعدل والتنمية وإنما ببناء التكايا والمساجد المذهبية وساموا الفلاحين في المنطقة العربية والآسيوية سوء العذاب!
وعندما هجمت إيطاليا لتغزو ليبيا عام 1911م انسحب الأتراك تاركين ليبيا لتواجه مصير الاستعمار الغربي لوحدها!
كان تقدير الأتراك أن اليمن استراتيجيا أهم لمصالحها من ليبيا، فانسحبوا معززين لجيشهم في اليمن.
هل تغيرت الاهمية التفاضلية والاستراتيجية لدى الأتراك بخصوص ليبيا واليمن؟
أم أن ضجيج تركيا في ليبيا هدفه مصر واليمن؟ بإنهاك مصر ووضع قدم لها على السواحل والجزر اليمنية؟
لهذا لا غرابة إن قاتلوا في العراق وفي سوريا وفي ليبيا مستخدمين لغة (الجهاد) ومقاتلة (الكفار)! ومذكرين الناس بحقوقهم الاستعمارية في ليبيا والعراق والشام واليمن!
* من صفحة الكاتب على الفيسبوك