نحن أمام نزعة عنصرية مرعبة تسيطر على سلوك المتحاربين وتجر اليمن إلى مربع جديد شديد التعقيد، حيث يمعن الحوثي في استغلال انفراده بالحكم وتثبيته من خلال شق المجتمع بالتمييز والعنصرية التي أصبحت أيضا سلاحاً في يد الماكينة التعبوية للمعسكر الآخر.
تتجلى اليوم بشدة مرحلة جديدة من الصراع تكونت على مدى سنوات الحرب التي باتت تطحن النسيج الاجتماعي للجمهورية اليمنية في التحشيد بعقائد قتالية تحرض كل طرف ضد الآخر على أسس عرقية مع غياب كامل للعقل وإدراك الخطورة البالغة من هذا السقوط الوشيك لمشروع السلام الذي يحلم به جميع اليمنيين بمختلف مشاربهم.
يجب أن يرتفع اليوم صوت العقل أكثر من أي وقت مضى، وأن يدرك كل من يملك رأيا عاقلا من النخب السياسية والاعلامية والنسائية والشباب أهمية أن يرفع صوته ضد هذا الانزلاق المخيف نحو سحيق فتنة عرقية ستعقد المشكلة اليمنية لعقود من عمر جيلنا وأجيال أبنائنا.
معسكر الحوثيين ونهجهم العنصري من جهة وجماعات الشحن العنصرية في المعسكر المقابل من جهة أخرى باتوا اليوم حبيسي النزعة نحو حرب لن تبقي من اليمن سوى ذكرى الوحدة التي كانت ملاذنا لبناء يمن قادر على النهوض من ركام الحرب.
جزء كبير من الأمل اليوم لإيقاف هذا العبث بأمننا الاجتماعي شاخص نحو العقلاء في القوى السياسية والعسكرية
الذين اتزنوا في تعاطيهم مع القضية العنصرية التي أثارها الحوثي بلائحته التنفيذية لقانون الزكاة.