رحل عن دنيانا العالم الجليل الفقيه الورع والزاهد محمد علي مرعي.
اتجه مرعي للدراسة الحديثة بالمدرسة السيفية وصولاً إلى الثانوية العامة، ثم اتجه لدراسة الفقه والحديث.
درس على علماء الحديدة وآخر وأهم فقهائها من أسرة مكرم: محمد علي مكرم، وعلي مكرم، وعبد القادر مكرم، وواصل الترحال إلى ميدي، والدريهمي، والمراوعة، وتعز للقراءة على أفضل وآخر مدارس الفقه في مدن تهامة المختلفة.
درس على البقية الصالحة من مدرسة الفقيه إبراهيم بن عقيل، ويحيى عمر المقبولي صاحب الدريهمي، ومحمد حسن هند، ومنصب المراوعة حسن أحمد عبدالباري، ومحمد إبراهيم محمد طاهر، وإبراهيم بن موسى الشنقيطي في ميدي، وتبوأ مناصب عدة في القضاء.
أتذكر معركة شرسة لمجلس النواب في انتخابات 93؛ ففي حين وقف أبناء دائرته في الصبالية - الحوك-، والساحل، والكورنيش –الصيادين- معه، وقفت أجهزة الأمن، وبعض كبار المسئولين في الدولة لصالح مرشح الإصلاح؛ ولولا موقف الدكتور عبد الكريم الإرياني، والأستاذ محمود الصغيري لأسقط، كما أسقط يوسف الشحاري، والدكتورة طيبة بركات؛ فحينها كان التحالف بين المؤتمر الشعبي والإصلاح ضد المستقلين، والحزب الاشتراكي، تمهيداً لحرب 1994.
الذي حمى مرعي من السقوط موقف الناس الطيبة معه في دائرته؛ فالرجل -يرحمه الله- كان زاهداً ومخلصاً لبناء الكلية الشرعية التي أخلص لها، وأفنى عمره في التأسيس لها.
الفقيه الصوفي اليتيم شق طريقه عبر الإخلاص للعلم، وكان يحترف حياكة المقاطب، ويأكل من عمل يده، وتمتع بسمعة حسنة وسيرة زكية، وكان -كأبناء منطقته- ضد الفتن، والحروب، والصراعات الكالحة؛ فرحم الله الفقيه محمد علي مرعي.
* من صفحة الكاتب على الفيسبوك