ما إن انتهيت من كتابتي لمنشور اعايد فيه على الوطن عدنان الحمادي وأمنياتي تكذب قلمي عن استشهاده، وفي غمرة هذا الكم من الكبير من الحزن الممزوج بقهر الاغتراب يتدخل جوالي لانقاذ ما تبقى من اشلاء روح كادت ان تفارقني لحظتها لولا رنين جوال وصوت اتى من وسط الشموخ ومن وكر الكرامة ومن متكأ الخلود..
انه اتصال صديقي واخي وديع العاقل قائد احدى كتائب اللواء الثامن حراس جمهورية في ثغور جبهات الحديدة، وفي صوته طلقات محبة وسلام ونصر..
العاقل وديع احد ابطال دمنة خدير المتواجدين والمرابطين في جبهات الساحل منذ بداية تكوينها، وقبل ان ارد عليه المعايدة يكلمني وبكل سلاسة المقاتل غير العابئ بمتغيرات السياسة وقذارتها، ويقول استاذ عادل اختلفت معك وربما تواجهت اسلحتنا في يوم ما ومعركة ما وفي لحظة غياب ما فقد كان تعريفنا للوطن مختلفا باختلاف موقعينا لكنا اصبحنا الآن في نفس الجبهة ونفس التعريف للشرف وعدونا واحد هم عصابات المليشيا الحوثية، ولقد رأيت ان تكون اولى عيدية مني لك لنؤكد وانا مع ابناء قرى دمنة خدير في اللواء الثامن وفي مواجهة قوى الظلام اننا نحمل نفس الهدف السامي وان اختلفت ادواتنا وقياداتنا الا اننا سنتحرر من هذه العصابات لنجلس ذات يوم ونعمل على تصحيح المسار وليكن اليمن فوق الجميع ولكل منا مشروعه في البناء..
سألته وبدون شعور كيف الجبهة وكيف معنوياتكم؟
أجاب، يا صديقي ما زلنا نضحك نرقص نقاتل ونحب ونقهر الموت بابتسامة، ثم انقطع الارسال..
في تلك البقعة الاشد حرارة يقف ابناء تعز في ألوية حراس الجمهورية وهم يقاتلون جنبا إلى جنب مع الوية العمالقة من ابناء الجنوب عدوا واحداً للوطن هم عصابات مليشيا الحوثي الاجرامية ويتقاسمون اللقمة والكلمة والفخر الابدي، بينما مؤلم جدا وانا اطالع خبرا عن مقتل مختار محمد قائد الوريد اليوسفي وعدد من بني يوسف في جبهات ابين وهم يقاتلون ابناء الجنوب، وهذه هي الفجيعة بأم عينها.
عدد من أبناء بني يوسف بتعز يُقتلون وهم يقاتلون في غير المشروع وغير القضية لأن هناك تنظيما اخر يحمل اجندات ومصالح تختلف عن مصلحة الوطن، وليكتب التاريخ ان هذا التنظيم جعل من بعض ابناء تعز مجرد مرتزقة يزج بهم في جبهات لا ناقة لنا فيها ولا بعير بينما جبهاتنا هناك في الشمال التعزي تعاني ما اصبح يسمى بمصطلح الطربلة للجبهات، ذلك ان هذا التنظيم حول بوصلة المعركة من معركة مع المليشيا الحوثية إلى معركة مصلحة ضد ابناء الوطن وللاستحواذ على مقدرات الوطن وخيراته لتكن احدى موارد التمويل للارهاب الدولي...
يستغرب البعض لماذا اخوتنا في الجنوب يكنون بعض الكره لأبناء تعز خاصة عن مناطق الشمال. والاجابة واضحة وضوح الشمس، ابناء الجنوب لا يكنون لاحد الكره لكن حينما يرون ان جبهات تعز مع المليشيا الحوثية في سبات شتوي طويل وتحت وطأت الطربلة من قبل مليشيا الإخوان المسلمين بينما جبهات ابين وعدن يصدر اليها خيرة ابناء تعز ليقاتلوا إخوانهم في الجنوب هنا اعتقد حتى تراب الجنوب سيلعننا لاننا سلمنا امورنا لتنظيم جعل منا مجرد مرتزقة بينما أراضينا وبيوتنا ما زالت تحت سيطرة المليشيا الحوثية حتى اللحظة..
ان تقوم ألوية العمالقة بالقتال والتضحية من اجل تحرير الساحل الغربي لتعز والحديدة، بينما خناجر الغدر ممن يتدربون في معسكرات حمود سعيد والوية محور تعز تغرز في خاصرة الجنوب وابناء الجنوب خدمة لاجندات حرم السفير وتركيا وقطر، فهنا الجريمة المكتملة الاركان والتي يجب علينا ابناء تعز ان ننتبه لها ونعيد التحديق مرة ومرتين وكثير مرات لماذا يجب ان يساق ابناء تعز إلى محارق الارتزاق في جبهات الجنوب بينما جبهاتنا في شمال تعز والستين وشرعب والمخلاف ودمنة خدير و... و... تعاني السلم والاستسلام للمليشيا الحوثية، بل إن هناك مؤنا وتغذية يتم تسليمها لبعض مواقع الحوثيين في جبهات الزنقل وما جاورها من قيادة محور الإخوان؟!
والسؤال الأهم، لماذا تحاول مليشيا الإخوان أن تجعل من ابناء تعز وفقراء تعز وعمال تعز وأصحاب بسطات الخضرة من أبناء تعز عدواً لأبناء الجنوب، وما مصلحتهم من ذلك؟؟