عدن في وضع كارثي صعب الاحتمال، كل أوضاعنا بالغة السوء على امتداد الوطن لكن عدن تتفوق على بقية المحافظات أن أوضاعها أكثر مأساوية في كل مناحي الحياة لأسباب الكل يعرفها لان الكل حاضر بالاسم، وغائب عن الفعل وكل فريق يريد ان يكون المسئول لكن بلا مسئولية.
وزاد من معاناة المواطنين اعلان انتشار فيروس كارونا اضافة الى الأوبئة الأخرى القاتله والمستوطنة في المدينة منذ فترة وهي حمى الضنك والمكرفس وأخواتهما الأكثر مأساوية.
إن المواطن لم يجد من يقدم له المساعدة، الكل يرفضه حتى يلفظ أنفاسه وهو يتنقل من مرفق الى مرفق، حتى مستشفى الأمل الذي اقتحمه مكتب الصحة بالقوة ليكون محجرا صحيًا لاستقبال الحالات المشتبه بها غير مجهز لذلك والعاملين فيه يفتقرون إلى ابسط أدوات الوقاية ولوازم العمل كما أعلن من قبل كثيرين من المراجعين والعاملين يفاقم المأساة ان:
* المستشفيات الخاصة معظمها اغلقت ابوابها وتخلت عن دورها ومسئولياتها حتى في استقبال الحالات الروتينية مما يحتم بعد مرور هذه الجائحة ان يكون للدولة وقفة جادة معها.
* الخدمات الأساسية في أسوأ حالاتها خاصة الكهرباء والمياه.
* البحيرات الآسنة من اثار الأمطار مختلطة بمياه المجاري والبلاليع الطافحة تملأ الأزقة والحارات.
* أكوام القمامة تسد الشوارع والأحياء.
* سيبك من حالة الشوارع، فلم يعد هناك أي اثار تدل على ان هذه الشوارع كانت يوما شوارع مرصوفة ومحترمة.
* وهذا يحدث في غياب الكل عن المشهد، سلطة محلية وحكومة وانتقالي وحتى مجتمع مدني.
اترك كل ما ذكرناه جانبا.. فذلك أمر شرحه يطول.. ما يهمنا هو التركيز على خلية مواجهة الجائحة التي تعطلت أعمالها بسبب الخلاف حول من يتصدر المشهد وظهور بعض الأطباء بمناشدات تطالب ان يوكل الأمر إلى منظمة أطباء بلا حدود كحل للإشكال وتأمين الحد الأدنى من الرعاية لبعض المصابين.. بدلًا من الضياع والتيه الذي نعيش فيه وربما هذا الخيار يكون أسلم الخيارات.
يا أخوة.. علامً تختلفون، هذه الجائحة ركعت دولا عظمى بكل امكانياتها المالية والتكنولوجيا والبشرية.. من يتقدم يجب ان تسلم له الراية.. وكثر الله خيره.
ويفترض الكل يدعمه لا نرى في الأمر مشكلة، من يريد ان يتقدم طالما ولديه القدرة والاستعداد لتحمل المسئولية أهلا به.. الموضوع فيه موت وضحايا، موضوع مرعب وكارثي.
ولو أن الخيار الصحيح ان تتوحد كل إمكانيات البلد وعلى وجه الخصوص الصحية في إطار واحد لمواجهة هذه الجائحة، لأن الخطر اكبر من الكل موحدين فما بالك ونحن مفرقين في إطار مدينة واحدة كعدن.
وسلامتكم.. وصوما مقبولا.
* من صفحة الكاتب على الفيسبوك