جماعات الإخوان المسلمين عبارة عن جماعات مدمنة كراهيةً وتضليلاً ونصباً واحتيالاً ونفاقَ الحكام، وليس أجرأ منها جماعة أو فرد على الكذب والافتراء.. يكذب الإخواني ويفتري من المهد إلى اللحد.. مهما كانت حرفة الإخواني حتى لو كان قاضياً أو إمامَ جامعٍ، أو طبيباً، ومهما كان منصبه السياسي، وفي أي مكان يوجد فيه، لا بد أن يكذب ويفتري.. لقد عهدنا بعض الأفراد يكذبون، أما أن تكون هناك جماعات منظمة محترفة في الكذب، فهي جماعات الإخوان المسلمين لا سواها.
يكذبون وهم يتحدثون أو يكتبون، حين يخطبون ويحاورون.. ويصيرون الكذب ركناً سادساً في الإسلام عندما يواجهون المختلف معهم أو الخصم السياسي.. وإلى جانب ذلك يضيفون الخدع والشائعات، كما نرى حين يتعلق الأمر بالجيوش العربية.
جماعات الإخوان المسلمين والجماعات التي فقستها تعتبر أي جيش عربي عدواً لها.. ظلت تشيع أن الجيش أداة قمع.. إنه آلة حماية الحكام الطغاة.. لذلك يجب قتل ضباط وجنود الجيش.. حدث هذا ويحدث في مصر.. في اليمن.. في تونس.. في الجزائر.. في ليبيا.. في سوريا.. وفي أي بلد عربي آخر.. كل جماعات الإخوان وضعت نفسها في حالة حرب مع الجيوش في بلدانها.
منذ تأسست جماعة الإخوان المسلمين الأم في مصر وحتى اليوم، وهي في حالة عداوة مع الجيش المصري.. الجيش في نظرها عدة الحكام، والحصن الذي تتحطم عليه محاولات الجماعة للسطو على السلطة.. حاولت مغازلة الجيش المصري مراراً ففشلت.. وفي الربيع العربي أجهدوا أنفسهم في بث الشائعات التي هدفوا من خلالها إحداث شرخ في صفوفه.. ولما فشلوا راحوا ينفذون عمليات غدر واغتيال، وحشدوا إلى شبه جزيرة سيناء شذاذ الآفاق للقيام بعمليات هجومية أودت بحياة المئات من جنود وضباط الجيش.. بدأوا بذلك علانية منذ نصب محمد مرسي رئيساً لمصر، واستمروا في ذلك أثناء الاعتصام في ميدان رابعة العدوية، وبعد سقوط حكم المرشد، وآخر هجوم دموي استهدفوا به جيش المصريين نفذوه يوم السابع من شهر رمضان هذا حيث قتلوا وأصابوا عشرة عسكريين في مدينة بئر العبد شمال شبه جزيرة سيناء.
في اليمن كان الإخوان يطلقون على الجيش اليمني، مسمى الجيش العائلي، والأمن عندهم أمن عائلي.. وأقدموا على عمليات اغتيال وجرائم أخرى كثر طاولت مئات الضباط والجنود.. وكان مطلبهم الثوري جداً هو هيكلة الجيش، وقد حقق لهم الرئيس هادي ما يريدون.. ولذلك صارت اليمن بلا جيش.
ثمة جيش بديل مرغوب وموضوع حماس ودفاع.. موقفهم من الجيش تغير منذ التحقوا بالرئيس هادي.. صاروا يدافعون عن الجيش.. يتوعدون من يسيء إلى الجيش.. فما وراء هذا التحوُّل؟
ليس في الموضوع سرٌ.. كل ما في الأمر أن هذا الجيش هو الجيش الوطني.. الجيش الذي معظم قادته وأفراده من جماعة الإخوان.. هو جيش وطني وأيضاً شرعي، وجيش الشرعية... ومن قال غير ذلك موتور، عميل للإمارات، ويجب أن يخرس.. وسوف نقاضيه أمام المحاكم الدولية! كما قال غير واحد من قادة الإخوان.
تغيرت نظرتهم للجيش لأنه الجيش الوطني، جيش الإخوان.. الجيش الذي يدافعون عنه في ليبيا هو عينه جيش الإخوان والجماعات الإرهابية المسلحة التي تدعمها تركيا وقطر، أما الجيش الوطني الليبي، ففي نظرهم ميليشيا يتزعمها مرتزقة على الرغم من أنه تشكل في ربيع الإخوان، لكن لأنه غير خاضع لهم فهو ميليشيا والذين يقودونه مرتزقين من دولة الإمارات العربية المتحدة!
لأنه الجيش الوطني خاصتهم، كانت حميتهم له وعليه.. مع ذلك فإن أي كتيبة أو لواء في هذا الجيش الوطني لا تخضع للإخوان المسلمين هي ميليشيا، ولو كان عبد ربه يعدها ضمن الجيش الوطني مثل اللواء 35 الذي وجد قبل وجود الشرعية الإخوانية وجيش الإخوان الوطني، فلما لم يتمكنوا من إخضاع هذا اللواء سعوا لتفكيكه ودبروا جريمة اغتيال قائده العميد عدنان الحمادي بعد أن مهدوا لذلك بالكذب والشائعات والتحريض العلني على قتله.. وبعد قتله نصبوا سرادقات الفرح والخلاص، حتى قال قائل منهم: حارسه وفقش جمجمته، شو نعمله!