يخوض طارق صالح، قائد قوات حراس الجمهورية، صراعات كثيرة ممتدة من الإرث الذي حمله معه من صنعاء وروائح ثورة الثاني من ديسمبر، وصراعات أقدم من ذلك تغذيها أحقاد جماعة الإخوان التي تغلغلت في السلطة إبان حكم الرئيس الرحل الصالح.
اليوم والقوات المشتركة تخوض معاركها اليومية في الساحل الغربي ومنذ عام بدون إسناد جوي أو إمداد، وبعد أن تمكنت من إعادة تأهيل أفرادها واستكملت إجراءات التدريب والتنظيم والاستعداد لمرحلة الحسم وتحرير ما تبقى من الحديدة واستكمال إسقاط الهيمنة الإرهابية الحوثية، تخرج أبواق الفيد والنهب الإخوانية بالتهديد والوعيد ليس للحوثي وإنما للقوات المشتركة.
طوال الفترة السابقة وطارق صالح ينادي لوضع الأيادي فوق بعضها، وتوحيد البنادق والخنادق وتوجيهها نحو العدو الوحيد لليمن أرضاً وإنساناً جماعة الحوثي الكهنوتية، لم يكن هناك صدىً للنداءات ولا سميع لها، فيعود طارق بتكرار النداء وأنه لن ينجر إلى معارك أخرى غير التي هي موجهة ضد الحوثي، وليس لقواته عدو غيره.
لم تستجب جماعة الإخوان لنداءات طارق ولا استجداءات المواطنين، وكان الرد بتهديد القوات المشتركة التي تخوض معاركها اليومية مع الحوثي، وخرج قائد محور تعز بتهديداته التي لو أطلقها ضد ميليشيات الحوثي، لكان أفضل له بتسجيل موقف وطني مشرف.
يد تقاوم ويد تبني.. من هذا المنطلق قام طارق صالح بتدشين بناء وحدات سكنية، وبدأت قواته بتذليل الصعاب لتمكين السلطات المحلية في المخا ومديريات الساحل للقيام بمهامها حسب القانون، وبدأت الحياة تدب بين الناس، والمقاومة مستمرة في وظيفتها القتالية، هذا الأمر أزعج الإخوان قبل الحوثي، وثارت ثائرتهم خوفاً على المخا، خوفاً مبنياً على مصلحتهم.
الحديث عن التغيرات الديمغرافية في المخا هو حديث غير مبني على المنطق الواعي، ولكن دعونا نتحدث عن التغيير الديمغرافي الذي تمارسه جماعة الحوثي في الحديدة، حيث أصبحت هذه المدينة مكدسة بالعوائل القادمة من صعدة، لا يوجد حي أو شارع إلا وتسكنه عوائل المقاتلين الحوثيين، لماذا سكتت جماعة الإخوان عن ما يرتكبه الحوثي وضجت من مشاريع طارق صالح!!
المخا لا يريد طارق صالح أن يستوطنها، وليس له نية بذلك، صنعاء هي وجهته وهي سبيله الوحيد للعيش له ولعائلته ولكل اليمنيين، أما مشاريع المخا فهي لأبنائها، وليس هناك من ضير أن يسكنها أبناء مناطق أخرى، فهي لا تزال جزءاً من اليمن، وليست إمارة إخوانية أو ولاية حوثية، المخا جمهورية خالصة لكل يمني.
الزوبعة الإخوانية تأتي في إطار الإزعاج المستمر من طارق ونداءاته المتكررة لتوحيد البنادق والخنادق، يريدون حرف الانتباه إلى قضايا هامشية، تنسي الناس الهدف الحقيقي وهي المعركة مع عدو الجميع جماعة الحوثي الإرهابية.
لا يمكن للقوات المشتركة أن تشتبك في قتال مع جماعة غير جماعة الحوثي، سوف تتخذ كل الإجراءات التي تعيق جماعة الإخوان في إحداث وسيلة أو طريقة لزعزعة الهدف لهذه القوات، ولو كانت تريد قتال جماعة الإخوان في تعز لكانت اليوم قد حررت كل المدينة، لكنها غير معنية بقتال غير الحوثي… متى تفهم جماعة الإخوان؟!
في كل مناسبة وخطاب يكرر طارق صالح نداءاته، تعالوا نحرر الحديدة حتى صنعاء، ليس خيارنا البقاء في المخا أو الحديدة، وإذا لم تريدوا مشاركتنا الدفاع المقدس، فكفوا عنا الأذى والعوائق التي تقف أمامنا بسببكم
لا يريد الإخوان طارق وقواته ولا يريدون تحرير الحديدة وأهلها، ولا يريدون انتهاء الحرب وعودة الدولة، ولا يريدون صنعاء وإسقاط الحوثي، لكن لو كان لديهم قليل من الحياء والشرف العسكري لقياداتهم في الجيش لكانت على الأقل القليل تعز محررة ولا يوجد عليها حصار، والمواطنون يعيشون في حالة من الاستقرار والأمن بدلاً من النهب والتهباش والاعتقالات التعسفية.
يا إخوان تعز وغيرها، لا تتعبوا أنفسكم، لن يخوض طارق وقواته معركة معكم مهما حاولتم جره إلى ذلك، عدوه وعدونا جميعاً يحتل صنعاء والحديدة، وأما زوبعاتكم المتكررة لن تنسي الناس دم الشهيد الحمادي ولن تغفو عن البحث ممن قتله، ولن تسكت عن الجرائم التي تحدث في المدينة والحصار المفروض عليها، ولن تغفر للمتسببين عن معاناتها الطويلة سواءً كانوا قيادات ميليشيات الحشد الشعبي أم غيرهم.