محمد عبده الشجاع

محمد عبده الشجاع

تابعنى على

صَدمةُ الجمهورية برحيل البطل في الثاني من ديسمبر

Wednesday 04 December 2019 الساعة 08:52 am

لا يمكن للأشياء الثمينة أن تستقر على حال دون أن تأخذ وزنها الحقيقي، ودون أن تأخذها نوازع الضغينة إلى مربعات العدم؛ في محاولة لإتلافها من جوقة نافخي النار وعباد الوثنية المتآكلة.

بالأمس فقدنا البطل بطريقة تشبه حجب الشمس في لحظات البرد القارس، هكذا حدثت نفسي كيف يرحل عدنان بشعره الأبيض وبساطه المنسوج من سعف الحياة العذبة.

لا نتقن غير الرثاء

حتى أولئك الذين أخذتهم رائحة المكيفات بعيدًا، ورذاذها المتطاير الذي يصل العظام ليشعرك بالراحة، هم مجرد "موميات" سكنت أجنحة مخصصة لتقلبات الطقس، حتى لا تصاب فجأة بالزهايمر والتبول اللا إرادي، فتتعفن في أسرتها وتتحلل مثل جيفة حيوان نافق.

الحياة كوميديا في نظر الأبطال، لذا لا نجدهم إلا في الأماكن الملتهبة، قريبين من فوهات البراكين ينتظرون اللحظة المناسبة لإخماد الانفجار.

ماذا يجري في تعز؟

هذا السؤال لا يحتاج لأن تقلب الكتب، وتبحث في القواميس المعتقة والمعاجم المشبعة بالمفردات كي تجيب عليه، فقط خذ نموذج "الربيع اليمني" وانظر كيف بدأ، وكيف تغير مساره، وكيف انتهى.

هنا يمكن أن تجد ذات الإشكال الذي حدث في هذه المدينة. من ركب الموجة، ووجه الدين الأيديولوجيا، وظل يقدح ويذم ويشتم، وينشر للفوضى للظفر بالفريسة.

نفس الجماعة وذات التيار، اقتتال في الشوارع، انفلات أمني واضح، ترقيات على حساب الأكفاء، تغيير أربعة محافظين خلال فترة قصيرة والخامس في الطريق.

ما تشهده تعز هو فنتازيا من الرثاء المر والطويل، سيتساقط الأبطال والجميع يتفرج لعل مارداً يهبط ليفك شفرة العبث الذي يتصدر الواجهة.

نم قرير الروح والفكر والرجولة أيها العدنان، نم فإنك في يد المولى تذكره بنا نحن الحيارى والمنفيين جراء صلف الرجعية وأصنامها القدامى الجدد.. فإننا قد خسرنا ما خسرنا.. وتوجعنا كثير!