شاهدتُ فيديوهين، وما أقسى ما شاهدته..!! كمية الغُلب والقهر التي ظهرت بحديث الأمّين، وهما تتحدثان في الفيديوهين عن ذات القضية التي انتشرت كثيرًا في تعز منذ تولي الإصلاح السيطرة على الألوية والمرافق الحكومية.. هذه الظاهرة انتشرت بشكل واسع؛ بسبب غياب الدولة وغياب العدل بشكل كامل، وعند غياب الرادع تكون الشذوذ حاكمة البلد.
حوادث اغتصاب الأطفال تتوالى على هذه المدينة كل يوم ولا منصف أو مفر من وحوش أفزعت المدينة بنزواتهم الجنسية الشاذة.. أي وحوش يعيشون في تعز، وأيّة ثقافة يتركها من يسيطرون اليوم على تعز.. عاثوا فسادًا في البلاد، وفوق ذلك يغتصبون أطفالها، وبما أنهم المتحكمون والمسيطرون، وأصحاب القرار فإن الأم المسكينة لا تستطيع صُنع شيء لولدها الذي عاد إليها مغتصَبًا فاقدًا كرامته.. تحكم الجناة بالمستشفيات وأقسام الشرطة ولا منصِف لهم من هذا الاعتداء غير رب العالمين.
الخذلان الذي يجده المغتصَب وعائلته كبير جدًا، ويُشعِرك بقدر الظلم الذي تحمله لك بلادك.. المستشفيات ترفض عمل تقرير طبي، الأمن يرفض اتخاذ أي إجراءات بشأن الموضوع، كل الجهات تتهرب من فعل أيّة مساعدة..
بلغ عدد حالات الاغتصاب 18 حالة اغتصاب مبلّغ عنها في تعز خلال أقل من سنة لدى السلطات، 3 منها قضايا قتل بعد الاغتصاب، و13 قضية مسكوت عنها بطلب من الأهالي؛ خوفًا من الفضيحة التي قد تلحق بالأسرة والآثار النفسية الكبيرة التي سيحملها الضحية.
الاغتصاب جريمة بشعة، وقتل الضحية بعد تنفيذ هذه الجريمة فعل لا يستوعبه عقل إنسان، ولكن هذا هو واقعنا اليوم في تعز، وما يُشعرنا بالبؤس والحزن هو تكتم الأهالي عن الحوادث والسكوت عن حقهم في سبيل إخفاء الفضيحة فقط وتلافي وصمة العار التي سينظر بها المجتمع للضحية، ولكن في جميع الحالات هناك تعاون حكومي مع الجناة لتصبح تعز مغتصبة بالكامل.
القضية الآن أصبحت قضية رأي عام لتكرارها بشكل كبير، وأصبحت ظاهرة في تعز، وفي ظل تراخي المؤسسات الحكومية وتورط القائمين على منظومة العدالة.. المخيف في الأمر حقًّا أن هناك من يحاولون إخفاء هذه الجرائم والوقوف مع المتهمين والمتورطين فقط لبسبب انحياز سياسي أو مصلحة مشتركة أو حتى شذوذهم.
لا نريد هذه المرة أن تموت هذه القضايا كما تموت قضايانا في هذا الوطن، وكما نفعل في كل مرة، وننسى ولا نناصر من أكل قلبه القهر على ولده، كل البشاعة تجدها في نفوس هؤلاء الوحوش، كل الدناءة أن تصبح يد الجناة هي العليا، يغتصبون ويمنعون كل الجهات الحكومية من اتخاذ الإجراءات بحق جريمتهم، وفوق هذا كله يقومون بتهديد ذوي الضحايا بالقتل إنْ لم يسكتوا عن حقهم، وإنْ لم يكفوا عن المطالبة بنصرة مظلوميتهم.
هذا ما يصنعه حكم الإخوان في تعز.. لم يكتفوا باغتصاب المدينة بكل مرافقها الحكومية، بمداخلها ومخارجها، وبلقمة عيشها، بهدنتها وحربها، ولكنهم اغتصبوا أطفالها كذلك..
هؤلاء هم المغتصبون للمدينة..!!