كثر الحديث عن الشرعية ولم نعد نفهم ما هي الشرعية التي يتحدث عنها البعض هل هي شرعية النظام؟ أم شرعية الأشخاص؟ أم شرعية المؤسسات أم هي شرعية الدستور والقانون؟
ولا غرابة أن نجد الكثير يحاولون أن يفصلوا الشرعية على مقاسات تتفق مع أهوائهم ورغباتهم دون النظر إلى واقع الحال الذي نعيشه والمتغيرات والمستجدات على الأرض.
نعم من حق الجميع أن يحلموا، ومن حق الجميع أن يتطلعوا تطلعات مشروعة، ولكن لا أعتقد أن من حق أي شخص كان أن يفصل قميصاً على مقاسه ويصر على أن يلبسه الآخرين.
قد نتفق بأن الشرعية لباس يجب أن يرتديه الجميع ولكن لا يجب أن تفصل وفق مقاسات وأجندة خاصة تتبع حزبا أو جماعة معينة، وعلينا أن نفهم بأن السياسة الطائشة بالتأكيد لا تولد إلا ممارسات طائشة، والمواقف غير المدروسة وغير الواعية بالتأكيد ستقود إلى ردود أفعال مماثلة في كثير من الأحيان.
صحيح أن استعادة الشرعية هي محل إجماع للجميع ويلتقي حولها ويتفق عليها كل أبناء الشعب اليمني، لكن استعادتها بحاجة إلى قائد قادر على استعادتها ويكون في مقدمة الصفوف المؤمنة بهذا المبدأ أينما كانوا، يكون معهم في الجبال، في الصحارى، في الهضاب، في السهول،
-طارق محمد عبدالله صالح مثال على ذلك..
اليوم المحافظات الشمالية يسيطر عليها الحوثي، والمحافظات الجنوبية يسيطر عليها المجلس الانتقالي باستثناء بعض المناطق هنا وهناك، وبالتالي يجب علينا أن نقف وقفة جادة ونقيم وضع وجهود القيادات خلال فترة استمرت لأكثر من أربع سنوات تحت شعار استعادة الشرعية.
لماذا هذا الإخفاق، لماذا وصلت الأمور إلى هذا الحد؟ هل لأن معالجة المشكلة بأدوات المشكلة غير مجدٍ، أم لأننا أمام قيادة غير قادرة على القيام بالدور المناط بها، أم لأن الإمارات كانت ضمن التحالف كما يطرح البعض في الآونة الأخيرة والأسئلة كثيرة وكثيرة.
وأعود إلى ما سبق حول الشرعية اليوم حين نتحدث عن الشرعية وعودتها أو ما تبقى منها دعونا نكون صريحين، الشرعية تذوب كما تذوب كومات ثلج في حر الصيف ولم يبق ما يمثل الشرعية غير مجلس النواب في الحد الأدنى، لأن المجلس ما زال يمثل الشمال والجنوب ويمثل الجمهورية اليمنية التي قامت في ال22 من مايو 1990 باعتبار أنه ما زال في عضويته كل أبناء الشمال والجنوب بغض النظر عن الأقلية من أعضائه الذين لم يستطيعوا أن يغادروا مناطقهم.. ثم إن هذا المجلس يمثل الشعب اليمني بكل أطيافه ومكوناته السياسية والجغرافية، وإذا كان هناك من يرى بأنه هو المحارب الفذ والمنقذ فليكن ولكن ليس عبر إصدار البيانات والتصريحات، وكما يقال تجربة المجرب خطأ، لأن هؤلاء مكثوا وما زال بعض منهم في السلطة التنفيذية، فماذا صنعوا؟
لماذا اليوم يحاولون أن يحملوا فشلهم على أطراف أو جهات؟
وفي كل الأحوال أعتقد أن المشكلة ليست وليدة اللحظة، ولعل من أبرز معالمها أن البعض ما زال يكرس تلك الأساليب التى اعتاد عليها في الماضي والتي تنطلق من نزعات شخصية ومناطقية وحزبية دون مراعاة للمصلحة الوطنية.
كفى هذياناً، كفى مناكفات، يكفي أن نكون أسوداً في سجاد.. فالطريق إلى التحرر لن تكون من خلال الإساءة لسلطان البركاني أو مجلس النواب أو الإساءة لطارق ورفاقه في الجبهات، بل على العكس ستكون، بإذن الله، عبر مجلس النواب ورئيسه وحراس الجمهورية وكل الشرفاء والمناضلين من أبناء الوطن والذين أثبتت الأيام أنهم رجال لا تثنيهم العواصف.. وكانوا وسيظلون مع الوطن.
والله من وراء القصد.