من يخبر الإخوان أنهم شربوا مع الحوثي شاي بالياسمين في غمرة نشوتهم وتفردهم بالسلطة بعد وصول هادي إلى دار الرئاسة كرئيس لمرحلة انتقالية مدتها عامان!!
شاي الإخوان والحوثي كان فوق النار يتقد بهدوء من بداية 2011م قبل عاصفة زعزعة الدولة، وعند وصولهم إلى السلطة وتأطيرها بإطارهم الإخواني المتطرف اقتسموا كأس الشاي مع الحوثي الإرهابي الذي فقد السيطرة على نفسه وهرول مسرعاً في إسقاط الدولة والمجتمع وحافظ على بقاء سلطة الإخوان وساهم بديمومتها المتعاظمة حتى وهي خارج حدود الدولة المنهارة.
بسبب الشاي بالياسمين بين الجماعات الدينية الإرهابية في اليمن التي تسيطر على السلطة ممثلة بحزب الإصلاح وجه الإخوان في اليمن، ومفاصل الدولة والمجتمع يسيطر عليها جماعة الحوثي، كل جماعة ترشف رشفة وتسند أختها للحفاظ على البقاء والتدمير وإعاقة تحقيق السلام وبناء الدولة.
ولولا الشاي بالياسمين بين هاتين الجماعتين لكان اليمنيون اليوم في دولة ونظام وقانون يحميهم من فتك الحياة والحرب وبطش الجوع وضياع المستقبل.
ولولا الشاي لكانت اليوم صنعاء تحت الحكم الجمهوري وسلطة جمهورية وعودة الألوان اليمنية التي كانت تكتسي بها وتتزين، لكن الإعاقة التي منعت من تحرير صنعاء هو الشاي بالياسمين ووحدة الهدف التخريبي والإرهابي لكلا الجماعتين.
قبل فترة قصيرة ظهر العميد خصروف، مدير التوجيه المعنوي في الجيش الوطني "الإخواني"، متهماً دول التحالف بعدم الوثوق بهم ومنحهم أسلحة كبيرة كالطائرات والمدافع والصواريخ، من أجل أن يقاتلوا ويكملوا مرحلة التحرير التي لم يبدأوها بعد.
هذا العميد خرج بتصريحاته في هذه الآونة لا لشيء وإنما لاستكمال دائرة الهجوم على دول التحالف التي بدأها الإخوان على دولة الإمارات وتليها الآن المملكة العربية السعودية، رغبة في تحقيق الأهداف الإيرانية والتركية.
هل تمتلك القوات الجنوبية طائرات وصواريخ ومدافع ثقيلة؟! هل تمتلك قوات المقاومة المشتركة في الساحل الغربي تلك الطائرات والصواريخ؟!
لا شيء لديهم، وما قدمه التحالف للمقاومة الجنوبية والقوات المشتركة من أسلحة ودعم لوجستي هو نفس الدعم الذي قدمه لجماعة الإخوان طيلة خمس سنوات من الحرب.
والسؤال هنا: لماذا لم يحقق الإخوان تقدماً عسكرياً طيلة تلك الفترة؟؟ بينما حققت المقاومة الجنوبية وحراس الجمهورية تقدماً كبيراً وانتصارات كبيرة ساهمت في تقليص مساحة الجغرافيا على جماعة الحوثي وبوقت قياسي وبنفس نوعية السلاح وربما أقل كمية من تلك التي قُدمت للإخوان!!
الإجابة كالشمس في كبد السماء واضحة بشواهدها التي يراها الجميع، إنه الشاي بالياسمين بين الجماعتين، كل جماعة رابحة بوجود الأخرى، ولولا جماعة الرياض لكانت الآن صنعاء محررة من الظلام، ولولا جماعة صنعاء لكانت جماعة الإخوان بلا أموال وأرصدة واستثمارات في دول العالم.
كسر الجماعتين الإرهابيتين هو السبيل لعودة اليمن إلى مربع الأمن الدائم والدولة المستقرة، لا استقرار لدول الخليج بدون كسر الجماعات الإرهابية، ولا استقرار للتجارة العالمية، ووظيفة التحالف العربي في اليمن لا بد أن تكون في المقام الأول تحجيم جماعة الإخوان وكسرها، وسرعان ما تنكسر جماعة الحوثي الإرهابية.
اليمن لا يعاني من انقلاب حوثي وسيطرته على السلطة والمجتمع فقط، إنه يعاني -أيضاً- من مخططات الإخوان المسلمين التدميرية والتخريبية في كل البلاد، وبقاؤها مسيطرة على الشرعية يعني مزيداً من الخذلان والخديعة لليمنيين ودول التحالف العربي.
كل الجماعات الدينية المتطرفة تشرب مع بعضها شاي بالياسمين، توقد عليه بنار هادئة حتى يحين وقت الانقضاض على الخصم، وخاصة إذا كان الخصم يحمل مبادئ الدولة المدنية وقيم الديمقراطية.