عبدالباري طاهر

عبدالباري طاهر

تابعنى على

الساخرون أبداً

Thursday 24 January 2019 الساعة 09:33 pm

السخرية أسلوب مبهج وجريئ يزرع البهجة في النفوس وينتزع الضحك حتى من أفواه المتمسخر بهم.

والنكتة سلاح فعال ضد الاستبداد والفساد والبلادة، لكل أمة أوشعب طريقتها في السخرية واستخدام سلاح النكتة المضحكة والمبكية والمبكتة حد الزراية بالطغاة والمتجبرين.

الأنموذج أو بالأحرى النماذج المصرية ملهمة وتأثيرها بالغ،
فهناك عنوان المصري الفصيح وهي نقد الفلاح المصري للمتسلطين، وفي العصور الحديثة تمثل كتابات عبد الله النديم ومحمد عفيفي صاحب عمود "ابتسم من فضلك" في آخر صفحة من مجلة آخر ساعة الأسبوعية الأنموذج الساخر الأروع أنموذج السعدني غاية في السخرية والاتقان، وهناك كتابات ساخرة تتسم بالجدية والصرامة فليب جلاب وصلاح عيسى وكاريكاتورات صلاح جاهين وبهجت البهجوري أنموذج للسخرية المقاومة وأشعار فؤاد حداد وأحمد فؤاد نجم تصب في نفس المجرى.

في اليمن توفي في هذا الأسبوع أستاذ جليل ومرب فاضل هو الاستاذ عبد الوهاب عبد الباري المدرس في ثانوية عبود وكلية التربية والفقيد الكبير صاحب نكتة لاذعة بديهية وشهيرة تتداولها الألسن ولكنها لا تدون.
والأستاذ أيضاً يطلقها كما يتنفس، ولكنه أيضاً لا يدون ولا يكتب.

وعبد الوهاب عبد الباري واحد من عشرات ومئات من الظرفاء الذين يمتلكون موهبة فائقة وبديهية في إطلاق النكتة.

عبدالوهاب أستاذ جليل واسع الاطلاع مدقق في تخصصه اللغة العربية خريج لغوي عمل في ثانوية عبود وفي كلية التربية عدن تخرج على يديه العشرات والمئات من الطلاب والطالبات.. سخريته جارحة وممضة وتزخر بإدانة الأوضاع العامة في ج. ي. ال د.

وهو مشاكس وعنود يقرأ قتامة الواقع وسوداوية الآتي، يمتلك حسا نقديا رفيعا وشجاعة نادرة للاسف الشديد على كثرة تلاميذه وزملائه ومعارفه لم يكتب عنه.

ولعل كتابة فضل النقيب هي أطول وأجمل نص كتب عن هذا الأستاذ المربي الناقد حد الغضب والإدانة.

كتاب السخرية في اليمن كثر منهم على سبيل التمثيل أحمد هاشم الرفاعي، وعبدالله عبد الوهاب نعمان الفضول المتعدد المواهب، وسعيد علي الجريك، وسعيد العولقي، ومحمود طاهر الحكيم، ومحمد السنيني، وعبد الصمد القليسي، وعبد الكريم الرازحي، وفكري قاسم... وعشرات غيرهم.

اهتم العزيزان الصحفيان منصور الجرادي وصالح الحميدي بتدوين بعض النكت ذات الطابع السياسي والنكتة في اليمن شائعة وذائعة تحتاج إلى التتبع والتدوين، فقدان أحد أهم رموزها واعلامها يوجب ضرورة التدوين أوالتدارك وحسنا فعل العزيز الدكتور قاسم المحبشي في الكتابة عنه والعودة إلى ما كتبه زميله الراحل فضل النقيب.

رحم الله الفقيد عبد الوهاب عبد الباري الذي كان يحول الغضب والمرارة إلى فرحة عارمة وبسمة مستدامة.

* من صفحة الكاتب علی (الفيس بوك)