أردت الفضفة لكم قليلاً عن ما أواجهه هنا..
الحياة هنا تمشي بسرعة وأنا ما زلت متوقفا وأحاول أن استمر بالحياة ببطء، ولا تزال شظايا الحرب عالقة في قلبي..
كل موقف جميل ينتزع من قلبي شظية، كل لحظة تحتوي الحياة تنتزع شظية من روحي الميتة..
أنا لست في بلاد بعيدة لكني أشعر بالغربة عن بلادي التي تحتلها الحرب والبؤس.. ويحاصرها الفقر والجوع..
كلنا نشعر باستياء هنا ونشعر برغبة للعودة.. نحن كاذبون إن قلنا إننا ننتمي لهذه البلاد أو نحمل مشاعر الحب الكبيرة لغير اليمن..
لا تصدقونا دائماً حين نقول لكم إننا نشعر بالراحة الكبيرة لمجرد خروجنا من الوطن، نحن فقط نحاول أن نقنع أنفسنا بأننا كذلك..
لا أخفيكم أن أكثر خبر أفرحني هو خبر فتح مطار صنعاء حتى لو كان كاذباً، شعرت بالرغبة للعودة يوم غد.. أنا ضائع هنا بغير وطن، والكثير مثلي، من لا يجدون وجهة ولا يعرفون طريقا للراحة..
في الغربة تشعر أن الأشياء من حولك ناقصة ولا تعرف ما الذي يكملها..
بالرغم من جميع وسائل الراحة التي تجدها في أي مكان آخر غير اليمن، إلا أنك في بلد غير بلدك.. لا تصدق أن هناك أجمل من أن تمارسة حياتك الطبيعة في بلادك التي تنتمي لها ترعرعت فوق أرضها وعرفت شوارعها وحفظت وجهها وطبيعتها جيداً..
في بلادك التي تفعل ما تشاء، وفي بيتك وأسرتك كل شيء مشبع بالحنان، كل شيء يحتويك أصدقاؤك..حارتك.. شوارع المدينة وأمك.
*نقلاً من صفحته بالفيس بوك