الآن في الساعة العاشرة مساء من العام الرابع للجرعة..
تتكئ ذاكرتي في رصيف حارتنا القديمة حيث كان الوطن يجالسنا تحت ضوء الأمنيات..ويحكي لنا عن أبرز ملامح المستقبل..بهدوء..خفية من الناس وخشية من أن يسمعنا قائد عسكري فيسرقها.
كان سر بين شباب حارتنا وبين الوطن، افشاه احد الأصدقاء حين أمسك بندقيته وأعلن انضمامه للمتطرفين.
الآن في الساعة العاشرة مساء من العام الخامس والخمس دقائق للأزمة..
يتكئ رأسي في رصيف حارتنا الجديدة حيث الهواء مزعج وصوت المواطير شيء معتاد..حيث خلاء الشوارع الفارغه كجيوب المواطنين..
أنتظر الوطن كعادتي القديمة ويفتش رأسي على مخبئ سري بعيداً من الكلاب..فأنا لا أستطيع الجري الآن ولا أستطيع نسيان بطولاتي الألومبية في رياضة الجري من الكلاب..
أجد مشرد يحمل الرصيف فوق ظهره..يحمل معاناته في يده..ويطلي الجدران بألوان جوعه شعارات الموت ثم يصرخ..الله يلعنكم.
الآن في الساعة العاشرة والكثير من المحطات المغلقة..
يتكئ قلبي مع الكثير من المساربين للبترول..يجمع أحلامهم المبعثرة في أبواب المحطات إلى دبب فارغة..يملئ الكثير من البراميل الفارغة بحقوقهم المفقودة..و يقيم سوق بيضاء..ثم يتذكر أن التجارة حرآم بأحلام المساربين..
الآن في الساعة العاشرة وال20 لتر..
تتكئ سيارتنا على سور منزلنا..وانبوبة الغاز على ظهري..وانا أبحث عن لتر من التفائل بأن هذه الأزمة ستنجلي لأستطيع المشي إلى الغد.
اللعنة على من أفشى السر