محمد عزان

محمد عزان

تابعنى على

اليمن وصناع الأزمات

Friday 17 August 2018 الساعة 02:51 pm

تربية الأتباع على كراهية المخالف وشيطنة الاتجاهات الدينية والتيارات السياسية والجهات الجغرافية جُملة، ينتج عنها أمران سلبيان:
أحدهما: أنها تخدم الخصوم في سهولة استقطاب كل من يقع تحت دائرة تلك العناوين، فمن يشعر -مثلا- بأنه مذموم لكونه سلفيا أو زيديا أو إخوانيا أو شافعيا أو سنيا أو شيعيا أو شماليا أو جنوبيا أو قحطانيا أو عدنانيا، فإنه يشعر بخطر يجعله ينحاز -رغُما عنه- إلى نُظرائه المحشورين قسراً في دائرة الاستهداف. وهذا مما يُعقّد الأزمات ويوسع دائرتها، ويجعلها عابرة لحدود السياسة والجغرافيا والأعراق، وبالتالي تطول وتطول.

ثانيهما: أن الأتباع الذين تحركهم طاقة الحِقد والكراهية والتفكير في إبادة الآخرين، غالباً ما ترتد على كُبَرائهم وتنفجر في وجوههم؛ لأن الأتباع إذا لم يجدوا خصماً يفرغون فيه تلك الطاقة السّلبية، فإنهم يبحثون عن أي خصم يفرغونها فيه، ولو كان خصماً وهمياً أو كان منهم وفيهم، كالنّار تأكل نفسها إن لم تجد ما تأكل.

هذا -للأسف- ما نشهده اليوم يجتاح بلادنا، نتيجة حماقات أطراف الأزمة اليمنية، الذين يوسع كلٌ منهم -بسوء قوله وقبيح فعله- دائرة خصومه ويصنعونهم صناعة محكمة، تقوم على أسس عنصرية ومناطقية وطائفية وحزبية، فيدمر بها الحاضر ويُورّث بلاها لأجيال المستقبل!