وصلت اليمن إلى نكبة الانقلاب والحرب بعد سنوات من تغلغل الجماعات العقائدية في المجتمع اليمني، وتفخيخ البلد بمشاريعهم التدميرية المستوردة من وراء الحدود.
منذ الأيام الأولى لقيام الجمهورية تعمل الجماعات العقائدية على نخر الجسد اليمني، وتعميق نفوذها في المؤسسات الحكومية، من أبرزها، الأمن والجيش بدعم خارجي وتواطؤ رسمي.
واستغلت هذه الجماعات الصراعات السياسية ولعنة الحروب الداخلية قبل قيام الوحدة وبعدها لغرس مخالبها في مفاصل الدولة، وتعزيز حضورها عبر الترغيب والترهيب وشراء الذمم.
ويعمل الثالوث العقائدي، منذ بداية الحرب الراهنة، على استغلال المعركة لبناء أنفسهم بعد اشتراكهم في إسقاط الدولة اليمنية، ويقفون ضد أي جهود لإنهاء واقع اللادولة في البلد.
ويحرصون على استهداف النظام الجمهوري وقيمه، ونسف الثوابت الوطنية وإذكاء الصراعات العدمية، ومنع إنهاء النكبة كونها طريقهم الوحيد لاستثمار الحرب، وفرض أنفسهم دولا داخل الدولة.
تتعمد جماعات النكبة، رغم اختلافها مذهبيا، إرهاب المجتمع وتكميم الأفواه وإجبار النخب على الصمت تجاه جرائمهم، ومنع تخلق ثورات شعبية مناهضة لمشاريعهم التدميرية.
منذ بدأت النكبة، تخون هذه الجماعات معارضيها، وتسفه منتقديها، ويلصقون بالأحرار تهم (العمالة)، وينسون بأنهم (عملاء معتقون) يخدمون مشاريعهم ضد وطنهم بدعم خارجي.
اللافت، توهم جماعات النكبة - المحروسة بكتائب العملاء والخونة - قدرتهم الخارقة على وأد الحياة، والنجاة كل مرة من مكر التاريخ، وإبقاء البلد رهينة مشاريعهم الرجعية الكهنوتية.
الحل الوحيد لإنقاذ اليمن، تفعيل المؤسسات وتعزيز حضور الدولة، واحتكار القوة بيد مؤسسة عسكرية وأمنية مهنية قادرة على فرض الأمن والأمان، وإنهاء وجود جماعات النكبة.
بلا شك، طرقات بناء الدولة وتعزيز حضورها ليس مفروشا بالورد قبل إنهاء الحرب، وإحلال السلام في البلد، وإحداث معجزة تنموية تتجاوز آثار الاقتتال يتطلب إنهاء نفوذ جماعات النكبة، وحظر نشاطها.