المجلس الانتقالي تجربة عمرها أقل من عام، ولدت في وسط بحر متلاطم من المواجهات السياسية والإعلامية والعسكرية وظروف بالغة التعقيد على كل صعيد.
طبيعي، جداً، أن لاتكون هذه التجربة مكتملة، وطبيعي أن يعتريها قصور وإخفاق وقد تقع في أخطاء.
ومن الطبيعي أن تحتاج لجهود مستمرة للتقييم والتصحيح بشكل منتظم ومؤسسي.
وهذه مهمة قيادة المجلس وأطره وأنصاره دون تحويل الأمر إلى عملية جلد للذات بالمبالغة في المثالية.
أما من يرى المجلس عدواً أو يراه كائناً غير موجود ولد ميتاً فالأفضل له أن يهتم بتقويم وتصحيح ما يراه مناسباً له لأن جميع الأطراف في هذه الحرب يعتريها الأخطاء والقصور ولو اهتم كل واحد بتقويم الطرف الذي يقتنع به لربما وجدنا طريقاً يخرج الكل من هذا الصراع الغريب العجيب.
تدمير المجلس لن يحل أزمة الحرب ولن يقدم للشمال والجنوب إلا مزيداً من الانقسام والتشظي.