عبدالسلام القيسي

عبدالسلام القيسي

تابعنى على

الحوثي يحوّل الأفارقة لأدواته

منذ 3 ساعات و 20 دقيقة

استخبارات المقاومة الوطنية عرضت، قبل فترة، اعترافاتٍ لأفارقة خضعوا لدوراتٍ ثقافيةٍ كهنوتية، ولتدريباتٍ ميدانية، وتحدثوا عن معسكراتٍ كثيرة، منها ما يبقى، ومنها ما يتم إعادتهم إلى القرن الأفريقي، تبشيراً بالدعوة، والطموح حول إقليم العفر التاريخي. وهناك دعمٌ كبير، ونيةُ الجماعة تصديرُ الثورة إلى الشط المقابل في البحر، وإريتريا هي الهدف، بل وهناك تفاهماتٌ مع حركاتٍ صومالية.

بالعودة إلى اعترافات الخلايا المبثوثة عبر الإعلام العسكري في المقاومة الوطنية، يتضح كل شيء. فهم ليسوا مجرد مرتزقة، بل بعضهم صار مؤمناً بكل حواسه بدعوة عبدالملك، وصاروا تهديداً موضوعياً في المعركة، ومختلفين.

التعامل بخفةٍ مع هذا الملف يشبه تعاملنا جميعاً بخفةٍ مع السقوطِ المدوي للبلاد، وتخييمِ الأفارقة في الحدود ابتزازاً كهنوتياً للسعودية، مقابل التخلي عن المعسكرات اليمنية في الحدود، والتي تراها الجماعة "معسكرات مرتزقة" يعملون لصالح حماية النظام السعودي.

تلعب الجماعة دوراً خطيراً؛ تُمنّي الأفارقة المتعبين بالحلم السعودي، وأن تُمنّي إفريقياً عبر اليمن حالماً بمجرد فرصة عملٍ في السعودية، بأنه سيدخل البلاد المكرّمة فاتحاً ويغنم كل شيء، سيتحول إلى مغامرٍ حقيقي في سبيل الوصول إلى "الجنة"، الوصول الحر لا مجرد مستخدمٍ ومتهربٍ كما كان يحلم.

هنا تكمن الخطورة؛ أن يجلب الكهنوت شذّاذ العالم إلى الحد السعودي، بل وتتبرأ الجماعة مما يحدث، ومما سيحدث، وبنظر العالم هم بحكم لاجئين، ولن تستطيع المملكة إخمادهم. وهذا الملف ابتزازٌ خطير يعزز تحوّل خطاب الجماعة منذ انتهاء حرب القطاع والأحداث السابقة.

تجريبُ صوتِ الإنذار المبكر سعودياً لكل حاملي الهواتف في المملكة، يُنبئ عن شيء؛ عن معركةٍ قادمة، عن ضربةٍ ربما ستُوجَّه للجماعة. أن يتورط الكهنوت بملفٍ كهذا ويتجاوز كل قواعد الاشتباك، فلا يمكن أن تسكت عنه السعودية، وربما يكون الكهنوت قد ارتكب غلطته الفظيعة.

من صفحة الكاتب على الفيسبوك