كامل الخوداني

كامل الخوداني

تابعنى على

مع توقيف الإعاشة عن الجميع صغيرهم وكبيرهم

منذ ساعتان و 30 دقيقة

مع عودة كل صاحب صفة حكومية، ابتداءً من الرئيس وحتى أصغر موظف، بما فيهم أصحاب المناصب الاستشارية..

حالة السخط ضد ما تسمى بـ"الإعاشة" حالة مقبولة، ولا يمكن لوم أصحابها في ظل هذا الوضع المعيشي المتردي، لكن غير المقبول هو عدم مناقشتها بقليل من المنطق.

من أخبركم أن كل الموجودين في كشوفات الإعاشة يعيشون حياة الرفاهية المطلقة؟ ومن أخبركم أن توقيفها سوف يشمل "الطهابيش" وأصحاب الأرقام الفلكية ومن لديهم أكثر من منصب وأكثر من عمل؟

لن يكون ضحيتها إلا أصحاب الفتات: من دون الثلاثة آلاف أو الألفين دولار.

المبلغ يبدو خرافيًا لدى القارئ، خصوصًا من هم في الداخل.

ثلاثة آلاف دولار مبلغ فلكي، (تسعة آلاف ريال سعودي)، لكنه لا يساوي شيئًا لشخص يعيش مع أسرته وأطفاله وعائلته خارج اليمن، وخصوصًا في دولة خليجية.

أعرف كثيرين من أصحاب كشف الإعاشة المسخوط عليه، حالتهم حالة، وغير قادرين على تغطية احتياجاتهم:

إيجارات، مصاريف، مدارس، تكفل بعائلات وأسر كاملة في الداخل، والتزامات أخرى.

ليس كل اسم في كشوفات الإعاشة لصًا وصاحب استثمارات.. الأغلب مطحونون، وهم الفئة التي سوف يتم استهدافها، بينما تُنقل أسماء "الهوامير" و"الطهابيش" وأصحاب الأرقام الفلكية إلى أمين صندوق آخر وعبر نافذة جديدة في الرئاسة أو الحكومة أو السفارة أو المالية وبمسميات أخرى، ويضاف إليهم لوبي جديد.

ما هي المعالجات؟

عودتهم إلى اليمن؟ أين؟

هل تم وضع حلول؟

إيجارات؟

تسوية أوضاع مالية ووظيفية في الداخل؟

تذاكر سفر؟

تكاليف نقل عائلات وأسر كاملة؟

جامعات؟

تأمين حياة؟

أين المعالجات؟

آلاف الأسر والعائلات.. تطالبون بعودتهم للداخل؟ ممتاز.

لكن أين، وما هي البدائل؟

تطالبون بإيقاف كشف الإعاشة؟ ممتاز. كلنا مع توقيفه.

لكن المئات، إن لم يكن الآلاف من الأشخاص في هذا الكشف، وعائلاتهم وأسرهم وأطفالهم وإيجاراتهم ومدارسهم والتزاماتهم.. ما هو مصيرهم؟

الطهابيش، أصحاب الاستثمارات والشركات والمناصب العليا والاعتمادات والأرقام الفلكية (ما فوق الألفين والثلاثة آلاف دولار)، سوف يُنقل كشف أسمائهم إلى نافذة أمين صندوق آخر وبمسمى جديد، ولن يصلهم أي ضرر. وحتى لو لم يُصرف لهم، لديهم أموال واستثمارات تكفي للعيش ألف سنة خارج البلاد هم وعائلاتهم، وحياة الأمراء.

من هم الضحية؟

مئات العائلات والأسر المطحونة، الذين لا يغطي لهم مبلغ الإعاشة حتى إيجار بيت في الرياض أو القاهرة، ولا يكفي التزاماتهم الأسرية بالداخل والخارج.

منازلهم محتلة، ودماؤهم مهدورة، وأولادهم في المدارس والجامعات.

لا يملكون بيوتًا في عدن أو مأرب أو أي منطقة محررة، ولا يملكون دخلًا آخر أو استثمارات أو شركات بالخارج. اعتمادهم كلي على هذا المبلغ المصروف، وكل شهر يتشرشحون ويتبهذلون ويتعرضون للذل خوفًا من تهديدات توقيفه، لأنهم سيتبهذلون هم وأسرهم بعدها.

مع توقيف هذه الإعاشة كلها عن بكرة أبيها، وعودة هؤلاء المشردين للداخل عن بكرة أبيهم..

ثم ماذا؟

ما هي المعالجات؟

إلى أين؟

قليلًا من العقلانية أثابكم الله.

الـ11 مليون دولار التي أحدثت هذه الضجة، ويعيش عليها آلاف الأسر، تلتهمها شركة كهرباء واحدة لا تشغل الكهرباء أصلًا، أو شركة نفط، أو مسؤول واحد تحت يده صندوق إيرادي.

صباح الخير.

وبدون شتائم رجاءً.

من صفحة الكاتب على منصة إكس