عبدالسلام الشريحي

عبدالسلام الشريحي

تابعنى على

صوت الشارع ورائحة التربة

منذ ساعة و 50 دقيقة

كنت في صنعاء كلما أردت الكتابة ليلاً،

أطفئ نور الغرفة

أفتح النافذة

وأخرج رأسي لوقت لا بأس به

شقتي مطلة على حديقة صغيرة أو حوش لدار أيتام ومن الناحية الأخرى شارع وساحة متوسطة الحجم فيها محلات تجارية

في الحوش أشجار قليلة ونور خافت على الباب

وفي الساحة حين تغلق المحلات أبوابها تتجمع بعض الكلاب عند ركن الساحة بالضبط

وخلف الحوش والساحة أفق متسع للرؤية 

ليل ساكن

أنوار خفيفة متباعدة

وأكياس بلاستيكية تزحف أرضاً من حركة خفيفة للرياح

ومثل الأكياس تتمايل الشجر القريبة ببطء

أحاول ما استطعت أن أملأ رئتي بريحة الأرض

كان الأمر صعباً بعض الشيء على شخص يسكن في الدور الرابع لكنني كنت أحاول

كل يوم أرى نفس المنظر

أمارس نفس الطقس

وكل يوم أعيش نفس الحيرة، هل أندم على مدينة تبدو بطيئة جداً وسط عالم متسارع

أم أفرح لهذه السكينة التي لم تعد تعرفها أغلب عواصم الدول!

حيرة تدفعني إلى الكتابة

كتبت في صنعاء روايتين، وأكثر من 15 قصيدة شعر ومئات النصوص المتفرقة

لا أعلم جودة ما كتبت ولا أريد أن أتحدث عن بضاعة كل ما أعرف عنها أنها كانت صادقة جداً 

كل ما أريد قوله أنني كنت أكتب متى شئت، لم يكن الأمر صعباً كما هو عليّ الآن

صوت همس الشارع، ريحة التربة البعيدة من النافذة، منظر المدينة المتشبع بالليل آسر جداً

يجعلك تكتب وتقرأ دون توقف

أما إن اكتمل بالمطر فيكفي أن تترك قلبك مع أقرب قلم ليكتب دون توقف.

من صفحة الكاتب على الفيسبوك