يقال: لو أن هناك جيش لما سقطت!
والحقيقة، سقطت لأننا بلا نخبة، والقوى الناعمة هي أول وسبب السقوط، الفن والدراما، الإعلام، المؤثرون، هؤلاء في كل بلاد هم الصون الحقيقي للبلاد، يحرسون وعي المجتمع، يمنعون أي انجراف وأي تخلٍ غبي عن المثل الوطنية،
ولنقارب مثلاً: وعي صلاح السعدني بعقلية سليمان داوود، الشهير بكشكوش! هذه لمحة بسيطة عن مجتمعنا الهش.
مجتمعنا لم يفرز في مرحلة قبل السقوط طابوراً ضامناً للبقاء، على مستوى السلطة، أو المعارضة، وأفرز شلليات في القطاعات العامة والخاصة، فلا تجد تفكيراً منطقياً عالياً على التفاصيل المهلكة، وأي واع يمني يموت صوته، يتلاشى تفكيره، فالإنسان يقول ويكتب لكي يسمعه ويقرأه الناس، والندرة من الكبار الذين لهم قدرة التغيير حوصروا أمام شللية مهلكة، ضاعت أسماؤهم، وماتوا وهم أحياء، ولما بدأت مؤشرات السقوط، أو تنامت، كان الجو ملبداً بالتافهين، بالسطحيين، والأغبياء، وبالطوابير المخاتلة، وما زالوا يقودون العقلية اليمنية، آناً.
سقطت البلاد لأن الصحفي عبارة عن سِبق فقط، والفنان مجرد جوقة وصوت، والممثل أجير بالقطعة، شقاة في كل منحى!
بلادنا تفتقد للقوى الروحية، للمُثُل، للأفكار وللإلهام، وأي مجتمع بلا إلهام آيل للسقوط، ولا ملهمين لدينا في فترة قبل السقوط، ولا جيش من الفكر والمتنورين والملهمين لابتكار حيلة ناعمة ووسيلة نجاة.
وإلى الآن، وقد لعقنا الدم والدمع، لم تفرز البلاد طابوراً يليق بالمرحلة!
من صفحة الكاتب على الفيسبوك