كامل الخوداني
لا ينكر ما قدمته وتقدمه السعودية لأجل اليمن إلا ناكر معروف
ننتقد أي تهاون أو تساهل أو تنازل يقدم لمليشيا الحوثية من قبل التحالف أو من قبل مجلس القيادة وهذا النقد ليس إنكارا لما قدموا وما زالو يقدمون، بل انتقاد لمعرفتنا بجماعة الحوثي وحقارتهم ومشروعهم وأن التنازلات لهذه العصابة لن تفهمها وتستوعبها بأنها من أجل اليمن والمواطن اليمني، بل تتعامل معها وبقناعة أنها ضعف واستسلام وانهزامية، ينعكس هذا إلى تجبر وبطش للمواطنين الواقعين تحت سيطرتها وابتزاز وتفاهة وعنجهية ضد الشرعية والتحالف.
منذ قدم مجلس القيادة الرئاسي تنازلاته وتراجعه عن إجراءات البنك تعامل إعلام الحوثي وبكل وسائله الإعلامية وناشطيه على أن هذا التراجع والتنازلات لم يإت من أجل المواطن، بل من قوة وبسبب تهديدات عبدالملك الحوثي وخوف الشرعية والتحالف منها.
هذا شيء مؤلم أن تستغل هذه العصابة التنازلات لصالحها وتسوقها في اتجاهين، تعامل مع المواطن ومع الناس الواقعين تحت سيطرتها بتجبر وبطش وأنها أصبحت قوة لا تقهر ولن يستطيع أحد مواجهتها بعد الآن، وأخرى تحويل عبد الملك الحوثي إلى إله يعبد من دون الله وقائد إن هدد وتوعد خضعت له الجزيرة العربية كما يتحدث أتباعه..
ننتقد التنازلات لعصابة لثقتنا أنهم لا يستحقون وأنهم يمارسون نفس لعبة تبادل الأدوار.. طرف يتقرب وطرف يجير التنازلات ويحشد ويبطش ويتوعد ويواصل المخطط والمشروع.
سوف ننتقد التحالف ومجلس القيادة لمعرفتنا بالحوثيين وأساليبهم، لكنهم الأمل الأخير الذي نعول عليه ويحزننا أن نقرأ كتابات ونتابع تصريحات ومقابلات وأخبار قنوات هذه العصابة التافهة تتحدث عن انتزاعهم لهذه التنازلات بالقوة وأن الكل رضخ لهم أليس هذا شيء محزن.
لدينا قضية مصيرية قدمنا من أجلها فلذات أكبادنا، دماءنا، أرواحنا، قد أكون أنا شخصياً أقل الناس تضحية وتضحياتي لا تذكر مقارنة بتضحيات الآخرين ممن ضحوا بأولادهم َوأنفسهم وأموالهم وحياتهم وكل ما يمتلكونه من أجل هذه القضية ألا يستحق هؤلاء أن نصرخ بأعلى صوتنا من أجلهم..
يوجد لدينا مئات الآلاف من المرابطين بالجبهات، رجال غادروا منازلهم ولا يعلمون هل يعودون أم لا، ألا يستحقون أن نصرخ من أجلهم..
التحالف وقيادة المجلس الرئاسي هم الأمل الذي نعول عليه ولن نصمت عن أي خذلان منهم لأنها معركة مصير، مصير شعب، مصير وطن، وضد عصابه..
مراجعة سريعة لكل شخص يعتبر أن انتقادنا ورفضنا للتنازلات خيانة بالأسماء لن تجد أحد منهم قدم أي تضحية.. يدرس أولادهم في أرقى الجامعات، يتقاضون رواتب بالعملة الصعبة والبعض لديه استثمارات، يعيشون حياة البذخ والرفاهية المطلقة وماذا يهمهم أن تذهب اليمن إلى الجحيم، كل ما يهمهم هو الحفاظ على الامتيازات التي يحصلون عليها، لهذا سوف يختلقون آلاف التبريرات لأي تنازل أو تسليم أو خسارة أو هزيمة أو فشل أو خذلان..
لدينا مثل يمني يقول:
ما دام حماري كنن تمطر لها من شنينه..
هذا لسان حال البعض ما دام أوضاعي تمام فلتذهب اليمن وبما عليها إلى الجحيم..
قرأت منشورا لصحفي يقول من لم يعجبه الاتفاقيات والتنازلات والقرارات هذه فليعد لسائلة محمد البخيتي، وفي منشور آخر يتحدث عن وصوله إحدى الدول الأوروبية.. مثل هذا ما هو الشيء الذي قد يكترث له طالما يمنح الامتيازات التي تجعله منفصلا عن اليمن واليمنيين بشكل كامل هو وعائلته.
من صفحة الكاتب على إكس