أرهقتنا الأيديولوجيات التي تسلقت ولا تزال، تتسلق على ظهر القضية الفلسطينية في أجندتها السلطوية المحلية.
على مدى نصف قرن وباسم فلسطين عبثنا بالأردن، وخربنا لبنان وأرهقنا سوريا، وأسقطنا العراق واليمن، وقتلنا وشردنا آلاف الفلسطينيين الصامدين.
كانت ولا زالت هذه القضية مجرد لافتة لتعميق الصراعات في سبيل الحكم داخل الدول العربية.
واليوم، يخدعنا الإسلاميون في آخر نسخة لهم، بقيادة الحرس الثوري الإرهابي الذي يغذي الصراعات داخل كل بلد عربي، يخدعون أتباعهم أنهم منتصرون وأن إسرائيل جبانة ترتعد وتهزم كل يوم.. لا يقولون ذلك لكي يقاتلوا إسرائيل، بل لكي يحكموا العالم العربي، أما إسرائيل فهم يختبئون منها كالجرذان، يدركون قوة هذه الدولة، التي تعبر عن مشروع صهيوني أقام له دولة حديثة تعيش ظروفا من الرفاهية والتطور والصحة والتعليم والديمقراطية، فيما دولنا يتقاتل أبناؤها في الشوارع باسم يزيد والحسين، الذين ربما أنهم قد تصافوا بين يدي الله وفي علمه سبحانه، فمعركتهم انتهت أصلا قبل 1300 سنة.
ولا ينتج هذا الخداع إلا مجاميع من الفقراء يستولي عليهم أكثرهم دموية وإرهابا بدعم من الحرس الثوري فيعبث بهم وبحالهم ويشتت شملهم ويضعف قيمتهم.
إن إسرائيل، فكرة وتنظيما، التزمت أولا لمواطنها أيا كان دينه أو مذهبه.
تخدمه وتحميه وتفتح له خيارات الحياة.
هي عنصرية في مواجهة الآخر، لكن هذا شأن آخر، فعنصر القوة أو الضعف هو في الداخل أولا.
وهذه الدولة الصغيرة تعد مخزونا بشريا ضخما في الإنتاج والتصنيع والابتكار..
وعلى النقيض نحن العرب والمسلمين، وبالذات العرب الذين تقودهم إيران اليوم، ويدعون أنهم يقودون المواجهة مع إسرائيل.
هم أكثر فتكا بشعوبهم
أكثر إفقارا لمواطنيهم.
من طهران وإلى صنعاء، تخدم السلطات الجهل والفقر والمرض وبكل دموية وفجور.
فما هي طريقتهم للنصر إذاً؟
كيف يمكن أن تهزموا دولة تعيشون أنتم وهي نقيض ظروف النصر والهزيمة؟
النصر يبنى في محلاتكم.. في مجتمعاتكم.. في ذواتكم.. وتلقائيا بعدها ذو الأفضلية يكسب، هكذا هي سنن الله وقواعد حكمه.