كل من شارك اليوم، في تعز خرج بقناعته ومستعد ذات يوم أن يحمل السلاح لحماية المدينة، كل فرد خرج اليوم، شاهراً نفسه لم يجبره أحد أن يخرج، ولم يبتزه أحد بنصف راتب، أو قنينة غاز، أو بسلة غذائية، وبقوت عياله!
هؤلاء عن عشرات الآلاف الذين يحشدهم الكاهن جبراً في صنعاء، ويبتزهم للخروج بحياتهم وبحصصهم من الإغاثة وبحصص الغاز، الخروج مقابل حقوقهم العادية، والخروج بلا إيمان بالدجال.
قد تستطيع أن تحشد أكثر أيها الدجال، وبندقيتك على أعناق الرجال، ولكنك ستفشل في اللحظة الحاسمة أن تقنعهم بالذود عنك وكل الذين تعيرنا بهم هم إخوتنا وأهلنا وسيفنا البتار ذات شموخ.
أنت تجبر كل موظفي السلك المدني أن يحشدوا معك، ونحن لا نفعل، نحن نطلق دعوة حرية، وكل هؤلاء يأتون بقناعتهم وباحتراقهم للنصر، فلا أقفلنا المدارس ولا أخرجنا الجامعات ولا أرسلنا المناديب للحارات والأحياء والمديريات، والأرياف، ورغم ذلك خرجوا وبكثرة.
الخارج معك يخاف من تصنيفك له بالعدوان لو لم يفعل، والخارج معنا، لا يخاف من شيء، أحياناً يغلبه النوم، ولا يفكر أن ثمة طاغية خلف روحه يتربص للانقضاض عليه، إذا فكر بالنوم، وترك الحشد.
وكم طاغية حشد أكثر من رمال الصحارى، وفي لحظة الكرامة، ذاب وتلاشى كل شيء، وسيذوب من حولك كل الناس، أغلبهم معنا وبقيتهم يرونك خاسراً ويقفزون للنجاة، إلينا، أو للموت من الوقوع بالدائرة.
كم جندياً تستطيع أن تجند من شباب المدن المحررة؟
صفر جندي، لا تفكر بذلك مجرد تفكير، لكن نحن نستطيع أن نستقدم من حيث تحكم عشرات الألوية بيوم واحد، وهم ممن يخرجون معك، بكل حشد، اتقاءً لطغيانك، ولذا الفرد هنا هو الحقيقي والثقل.
من صفحة الكاتب على الفيسبوك