م. مسعود أحمد زين
التعديل الوزاري إعلان صريح بتأجيل التسوية السياسية
لا يوجد فارق سياسي كبير في تغيير رأس الحكومة من معين إلى أحمد بن مبارك (مع بقاء بنية الفريق الوزاري كما هي عليه).
1) الاثنان (معين وبن مبارك) هما من ثمار مؤتمر الحوار كقيادات جديدة ومن تيار سياسي واحد تقريبا مؤمن بنفس المشروع السياسي، دولة اليمن الاتحادي بأقاليمها الستة (أو أقل قليلا بحسب المتاح من الفرصة السياسية التاريخية).
2) بغض النظر عن الموقف الجنوبي من هذا التعديل الحكومي فإن مشروع هذا التيار السياسي المولود قيصريا من مؤتمر الحوار في فواتح 2014 هو مرفوض تماما لدرجة إعلان الحرب وذلك من قبل الحوثي مدعوما بقوة من غالبية القبيلة والنخبة السياسية في الهضبة اليمنية.
3) وبالتالي يمثل هذا التعديل في رأس الحكومة (بعد تأجيل استمر عدة أشهر).. يمثل إعلانا صريحا بتأجيل التسوية السياسية بين الحوثي والشرعية خصوصا بعد دخول الحوثي في صراع خارجي مع اطراف دولية جديدة في جنوب البحر الأحمر.
4) لذلك، نقرأ من هذا التعديل الوزاري هو تأجيل التسوية السياسية، مع إمكانية التحول من حالة شبه الهدنة الى حالة الحرب بين الحوثي وبقية الأطراف المحلية في أي وقت.
5) ماذا تغير سياسيا على الساحة السياسية جنوبا بعد هذا التعديل الوزاري؟
أعتقد أن الإجابة هي عدم حصول تغيير جوهري فالحكومة هي الحكومة وزيد أشبه بعمرو..
ونفس الشيء من حالة جمود المشهد السياسي على مستوى مناطق سيطرة الحوثي.
6) هذا الجمود السياسي وتكريس سلطات الأمر الواقع المتعددة بين صنعاء وعدن ومأرب والمخا يعطي الجنوب فرصة اخيرة لتعزيز لُحمته ووجوده الإيجابي والفاعل على الأرض قبل الدخول في مفاوضات الحل السياسي الشامل مع الأطراف اليمنية، وذلك إذا أحسنت القيادة السياسية الجنوبية استثمار وإدارة هذا الوضع الناشئ بشكل جيد.
*من صفحة الكاتب على الفيسبوك