م. مسعود أحمد زين
سر حماس الحوثي في خلق صراع دولي في باب المندب
تخشى التنظيمات الراديكالية، والحوثي واحد منها، من اختفاء مبررات استمرار التطرف السياسي أو العسكري كنهج للسيطرة والحكم، ويمثل الاستقرار السياسي للوضع امتحانا صعبا بالنسبة لها، ذلك لأنه يسلب من يدها أهم أدوات السيطرة على الموقف وهو مصادرة حق الآخرين بالحصول أو حتى بالحديث عن الاستحقاقات الاقتصادية والاجتماعية للشعب بحجة التفرغ فقط للعدو الخارجي أو المجهود الحربي.
1) لقد مثلت فترة الهدنة في حرب اليمن خلال الشهور الماضية أصعب فترة على الحوثي كنظام حكم بعد أن وجد نفسه أمام مطالبات مشروعة من الشارع في مناطق سيطرته (وإن كانت بصوت مكتوم) حول استحقاقات معيشية لم يستطع الحوثي تأمين الحد الأدنى منها للمواطن ومنها الرواتب.. وأصبح الركود الاقتصادي وسحق القوة الشرائية للمواطن في أعلى صوره.
2) كيف ستسير الأمور إذا تحول هذا الوضع إلى وضع دائم من خلال إبرام أي شكل إطاري للتسوية السياسية بين الحوثي والحكومة المعترف بها دولياً؟
3) أضف إلى ذلك أن جزءاً كبيراً من الدعم الإغاثي المقدم من المنظمات سوف يقل وتنتفي أسبابه بمجرد وصول الأطراف اليمنية لأي شكل من الاتفاق السياسي الإطاري (هو بالواقع هدنة سياسية وعسكرية طويلة الأمد وليس حلا نهائيا) وبالتالي زيادة فاتورة الاستحقاقات الاقتصادية على أي سلطة محلية حاكمة.
4) النجاح العسكري في الحرب لا يعني أن نفس الآليات يمكن أن تحقق نفس النجاح السياسي في إدارة الدولة عند توقف الحرب، وهذا هو الامتحان القادم الذي يحاول الحوثي القفز عليه باستثمار أي فرصة لخلق وضع عسكري صراعي جديد مع غرماء جدد من أوروبا وأمريكا لشهور قادمة هروبا من استحقاقات اي استقرار سياسي مأمول مع الأطراف المحلية والمحيط الإقليمي.
5) أخيراً.. هناك مثل محلي متداول يقول (قالوا للقبيلي حرب، قال القبيلي جاء الرزق).. وهذا سر حماس الحوثي في خلق صراع دولي في باب المندب ستخرج أوراقه من أيدي كل الأطراف المحلية والإقليمية بعد أن كان الصراع إقليمياً فقط تحت سقف قابل للتسوية.
من صفحة الكاتب على الفيسبوك