م. مسعود أحمد زين
"الحوثي" والاستثمار السياسي في الحروب والكوارث
"الحوثي" مستثمر سياسي ناجح، بينما معظم الأطراف المحلية الأخرى ومنها الطرف الجنوبي هي أشبه بالفقير ابن الغني يريد الأشياء أن تأتي إليه ( delivery) دون الاستفادة من الظروف والبحث عنها، وقد لا تأتي.
الحوثي جعل من 500 ريال زيادة في صفيحة الديزل فرصة استثمار سياسي لدخول صنعاء وحكمها وفعل ذلك في 2014.
والحوثي اليوم يستثمر سياسيا بذكاء يحسب له في الموقف من حرب غزة، وهو يريد سحب البساط الجماهيري من تحت أقدام الأطراف السياسية المحلية الأخرى، وقد يتحقق له ذلك إذا توسعت الحرب خارج قطاع غزة.
ما يحدث في فلسطين منذ بداية أكتوبر هو الحدث العالمي الأبرز ويكفي المراقب الفطن أن يتابع النشاط الدبلوماسي الكبير لقادة العالم الكبار والمنظمات الدولية.. الذي طغى حتى على الصراع في أوروبا بين روسيا و"الناتو" في أوكرانيا وعلى كل الصراعات المحلية الأخرى في اليمن أو السودان او ليبيا او سوريا او تايوان او غيرها.
وعليه تغيرت الأجندة الدولية والاجندة الإقليمية بسبب ذلك وربما حصل تغيير في الحسابات السياسية بالمنطقة وصراعات النفوذ.
للأسف نحن في الجنوب لم نستوعب هذا المستجد الكبير وما زالت المماحكة السياسية مع الغرماء التقليديين هي اجندتنا الثابتة دون أن نكلف أنفسنا بعمل دراسة وتقييم موقف بناءً على ما يجري حولنا بالجوار ثم وضع البرنامج السياسي المناسب.
أين الاستثمار السياسي المناسب لهذه المرحلة الجديدة لصالح قضيتنا الوطنية؟
بل أخشى أن كل صرفياتنا اليومية الآن هي من الرصيد الشعبي!!
* من صفحة الكاتب على الفيسبوك