حين استمع للعظيمة جوليا بطرس وهي تغني (يا حبيبي يا جنوب) تخطر على بالي الكثير من الماجدات اللائي سطرن البطولات على التراب اليمني وجلهن من الجنوب وبطولاتهن لم تقتصر على الجوانب المدنيه فقط كما سيخطر على بال أحدهم، بل في شتي الجوانب.
فمنهن القاضية والضابط والطيار والمهندس والطبيب والكاتبة وفي السياسة كانت فائقة السيد إحدى هؤلاء الماجدات التي آمنت بقضية وطن وكانت نصيرا للشعوب المظلومة والمقهورة وخاصة شعب فلسطين الذي منذ أن طرقت باب النضال والدفاع عن الإنسانية لم تخلع وشاح قضيتها لا لكي لا تنساه، بل لتزداد إصرارا على مواصلة النضال من أجل قضية العرب والجرح الدامي في الوجدان العربي.
فائقة السيد الآتية من تراب الحبيبه عدن التسامح ومن بيئة بدوية وحضريه هي حضرموت التاريخ والسؤدد لا تهن ولا تركع إلا لبارئها وتنتصر في حين الهزيمة.
هزمت كل الظروف كبيئتها البدوية الكريمة ولم تستسلم لعادات أو تقاليد فارتقت أعلى المناصب السياسية وتجنبت أن تغتال قضيتها وطريقها مناصب الدولة فعافتها وتعافت منها.
فكانت بحق يسارية الضمير، مؤتمرية الفعل والانتماء، يمانية القلب، عروبية القضية.
غالبا ما نكرر مصطلح غبي حينما نمدح تيارا سياسيا ما أثبتوا ولاءهم للوطن والتزامهم بمبادئ الوظيفة العامة، فنقول عنهم رجال دولة، لكن المتفوقة فائقة أثبتت وبالدليل القاطع أن للدولة اليمنية نساؤها أيضا وقد يكن أكثر إيجابية من الرجال كما كانت بلقيس وأروى وماجدات سطرن بأحرف من ذهب تاريخا تليدا على طاهر التراب اليمني.
فقبل سنة تقريبا عرقل عدد من الطلاب اليمنيين المبتعثين إلى إحدى الدول المستضيفة ولم تستطع سفارتنا في القاهرة أن تقدم شيئا لهم عدا خبط الكف على الكف لتأتي فائقة وبعلاقاتها الدبلوماسية والشخصية لتزيح عن كاهل أبنائها تلك الغمة وينالون مرادهم بأقل من 24 ساعة، بينما عجزت وزارة الخارجية ونتوءها في القاهره عمل شيء!
اليوم أيضا تتفوق فائقة الأمين العام المساعد للمؤتمر الشعبي العام.
ففي حين تتهافت جرذان الظلام على إنشاء المشاريع الصغيرة لهدم عضد الدولة والاتجاه نحو اللا قانون بإنشاء مكونات مشبوهة وعميلة للخارج القصد منها وأد التحرير وامتصاص ثروات الوطن ومأرب تحديدا لجيوبهم المنتفخة اصلا من أموال الشعب، غير مكتفية بما نهبت، نجد فائقة هناك في قلعة التحدي وحامية الشرق موسكو تقاتل وبشراسة من أجل أبناء شعبها لتكفيهم كفاف الجوع القادم للعالم بسبب توقف القمح عن التصدير.
ولأنها لا ترى للهزيمة موقعا في قاموس حياتها فقد انتصرت وانتزعت من براثن القيصر بوتن أطنان القمح هدية مجانيه للشعب اليمني.
وهنا تجسيد فعلي للوطنية فالوطنية لدى فائقة ليست شعارات وأقوال وخطابات تلقى وتذر أحرفها الرياح، بل موقف يتجلى صدقه بالفعل وإيمان يتبعه العمل.
فائقة السيد أثبتت لنا وبدليل قطعي الدلالة أن الحياة أنثى والموت ذكر والضياء من شمس أصيل أنثى والعتمة من ليل ذكر.
وها هي الفائقة شجرة أصلها يمنية الثبات أتت أكلها وما زالت ولن نستطيع شكرها مهما أجزلنا في الحروف.