وضاح بن عطية

وضاح بن عطية

تابعنى على

السعودية وإيران.. هل انتهت الحرب أم بدأت؟

Wednesday 19 July 2023 الساعة 05:27 pm

انتهت الحرب العسكرية بين إيران والسعودية في اليمن والجنوب برعاية صينية روسية، ولكنها بدأت الحرب الباردة وهي الاستراتيجية، حرب قوة الردع وإثبات الوجود، حرب رسم خارطة المستقبل وطمأنة الحلفاء الأوفياء، حرب كسر العظم إما باستمرار وتوسع الفوضى وهيمنة إيرانية أو بالاستقرار والنهضة والتنمية المستدامة وزعامة سعودية.

تمكين الحوثي من صنعاء والشمال وفرضه للاستقرار بسلطة القمع والبطش المرهب وعدم تحريك الأحزاب والقوى اليمنية لانصارهم في تلك المناطق بعد ثماني سنوات من الحرب يعزز هيمنة إيران في الإقليم ويقوي نفوذها وعلاقتها مع عملائها في اليمن والمنطقة العربية بشكل عام.

تمكين المجلس الانتقالي في عدن والجنوب ومساعدته على بسط الأمن والاستقرار والتنمية وتوفير الخدمات للشعب الذي قاوم وتحرر من احتلال أتباع إيران سوف يعزز هيبة ونفوذ السعودية والإمارات ومصداقيتهما عند محبيهما وحلفائهما وفي المنطقة والعالم.

صحيح انتهت الحرب المباشرة التي كانت بين أتباع إيران وحلفاء السعودية في اليمن والجنوب ولكنها بقيت الحرب الباردة الاستراتيجية وهي الأخطر لأنها حرب وجودية.

فأي استقرار وثبات للحوثي في الشمال فهو يخدم إيران للتوسع والهيمنة في المنطقة، وأي انهيار وفوضى وفشل في الشمال يضعف إيران ويحجمها وينزع حتى مصداقيتها عند أتباعها الموجودين في كل الدول العربية.

وهذا الأمر ينطبق على السعودية والإمارات في الجنوب، فأي استقرار وثبات للانتقالي في الجنوب يخدم السعودية والإمارات للتوسع والنهضة بالمنطقة وأي انهيار وفوضى وفشل في الجنوب سيضعف السعودية والإمارات ويحجمهما وينزع حتى مصداقيتهما عند حلفائهما الموجودين في كل الدول العربية والعالم الإسلامي.

مما سبق نستنتج أسباب التحشيدات والتصريحات الإيرانية حول حقل الدرة المملوك للسعودية والكويت في هذا التوقيت، وفي الأيام القادمة سنرى بروزا وهنجمة بشكل أكبر لإيران وأدواتها وستظهر أدوات إيرانية جديدة في دول أخرى.

وهذا هو نتاج لما آلت إليه الأمور على الواقع في صنعاء الزيدية اليمنية المتحوثة الموالية لإيران وفي عدن الجنوبية السنية المقاومة الموالية للسعودية.

الأمر الواقع على الأرض يتحدث عن قوتين مسيطرتين؛ قوة بالشمال يقودها الحوثي وتدعمهم إيران لم تستطع أي قوة شمالية أن تقاومه ولم تتحرر حتى محافظة واحدة طوال ثماني سنوات من الحرب، وقوات ضاربة في الجنوب يقودها الانتقالي وتدعمهم السعودية ويلتف حولها شعب الجنوب انتصرت على الحوثي وحررت الجنوب خلال أول سنة حرب وضمت القوات الجنوبية كل فصائل المقاومة الجنوبية.

وطوال سبع سنوات لم يستطع الحوثي أن يخترقها رغم محاولات الهجوم من جميع الجبهات.

* من صفحة الكاتب على الفيسبوك