أدونيس الدخيني
الأمم المتحدة والمتاجرة بأزمة اليمن
لم يتبق من اتفاق ستوكهولم سوى إيراداته للأمم المتحدة وميليشيات الحوثي الإرهابية.
في الجلسة التي عُقدت (مساء الإثنين)، جدد مجلس الأمن الدولي مهمة البعثة الأممية لدعم اتفاق الحديدة.
عملياً، انتهت مهمة البعثة في أعقاب إعادة القوات المشتركة انتشارها، وأكثر من ذلك، المعارك متوقفة في البلاد كاملة، لا مهمة لهذه البعثة في الأثناء سوى الحفاظ على رواتب العاملين فيها، والمقدرة بعشرات الملايين من الدولارات شهرياً.
لم يذكر المبعوث الأممي في الإحاطة التي قدمها للجلسة ذاتها، أي مستجد، وباقتضاب تطرق إلى تصعيد ميليشيات الحوثي الإرهابية في جبهات: الضالع وتعز والساحل الغربي وشبوة، وملف الطرقات.
الواضح، أن الهدنة وحدها ميليشيات الحوثي من جنت ثمارها، ونتحدث هنا عن إيرادات موانئ الحديدة المقدرة بعشرات المليارات شهرياً، بينما الطرف الحكومي بات أكثر ضعفاً في ظلها ومع ذلك هو متمسك بها.
يعول على المجتمع الدولي منذ أكثر من عام ونصف، وهو ذاته الذي عجز بهدنته عن فتح طرقات تعز كاستحقاق إنساني، ولم يدن حتى ما تمارسه ميليشيات الحوثي من تصعيد وجرائم لا حصر لها.
لا يوجد هناك أي مؤشر يحفز الطرف الحكومي على البقاء في هذه الهدنة، بل على العكس، المؤشرات كثيرة التي تشرعن وتدفع هذا الطرف لمغادرتها.
حتى المبعوث الأممي أقر ضمنياً بعدم تحقيق أي اختراق في جدار الأزمة السياسية، وتحدث عن المحادثات التي يجريها وقال إنها بحاجة إلى اختراق جاد.
أودى المجتمع الدولي بحكومة أفغانستان إلى المنافي وسلم البلاد لحركة طالبان.
هذا مثال يمكن للطرف الحكومي أن يقف أمامه، تماماً كما يجب أن يقف أمام، كيف تعامل ثوار السادس والعشرين من سبتمبر أمام كل الضغوط وقاوموها حتى حصدوا الانتصار الكامل.
صمود في وجه كل شيء لأكثر من ثماني سنوات، رغم كل المعوقات التي وقفت أمامهم.
في الأخير توحدوا بعد أن كان الخلاف على أشده وفي ذروته، لمواجهة الضغوط والإصرار على المعركة، ولم ينل من إرادتهم أي شيء حتى تطويق جحافل الإمامة للعاصمة صنعاء قبل أن يكسره أبطال سبتمبر المجيدة، وينتصروا للجمهورية والشعب.
*من صفحة الكاتب على الفيسبوك