وليد مكرد
المراكز الصيفية وتنوع محتواها بين "وطني - طائفي- جهادي"
عند انتهاء كل عام دراسي يبدأ أولياء أمور الطلاب في البحث عن بديل للمدرسة تمكن أبناءهم من اكتساب العلوم، والمهارات المعرفية، التي لم يتحصلوا عليها من المدارسة. وغالباً ما تكون المراكز الصيفية هي وجهة الكثيرين.
ومن سيئ إلى أسوأ يكابد الطلاب والطالبات اليمنيون وخصوصاً في المناطق التي تسيطر عليها مليشيات الحوثي، والذين لم تسلم مدارسهم من التغييرات المكررة للمناهج بما هو طائفي وتغيير المدرسين وتحويل مدارسهم إلى مراكز تحشيد وإضافة معاناة الى معاناتهم ليكونوا الشريحة الاكثر تضحيةً لهذ العالم ليواجهوا التجييش الجماعي، حيث فتحت المليشيا أبواب المركز الصيفية على مصراعيها لاستقبال أكثر من مليون ونصف المليون في أكبر عملية تحشيد تعبوي لافكارها.
وتحت شعار "علم وجهاد" باشرت مراكز صيفية مغلقة ومحاضرو دورتها الثقافة وتحت اشراف مشرفيها مستهدفة أبناءنا وبناتنا عنوة والزمت الجميع بالدفع بهم.
اولاً العلم،
فماذ ستعلمون؟ إذا كان العلم في مفهوم وحدود ثقافتها هو ما سطره الأب الروحي وصاحب الحق والتقديس الالهي الهالك حسين الحوثي في ملازمه ولا يمكن تجاوزها أو تجاهلها..!!
كل العلوم والمعرفة التي اكتسبها اليمنيون لا تكفي. يجب على الدكتور والعقيد والمهندس والمدير أن ينهل من "ملازم السيد حسين" ومحتواها وفرض ذلك على كل مراحل التعليم في المقرر الدراسي.
وما الجديد؟ فما يتعلمه الطلاب في المدارس من توجه طائفي ونزعات عنصرية وتطرف هو ما سيتعلمه في "المراكز الصيفية الحوثية".
ولا غيره من علم سوى تفسير مفاهيم شعاراتها كما شاهدنا مقاطع الفيديو للمدرسين وهم يفسرون للملتحقين أن "علم الهدى" هو "السيد عبد الملك" وأن "الرسي" هو "الهادي إلى سواء السبيل" و"لا يكتمل إيمانكم الا بالولاية" و"أن نصرة ال البيت واجبة شرعاً"!!
هذا هو تعليمهم، والاخطر فعلوها مراكز مغلقة كي لا تفوح روائح فكرهم..!
ثانياً "الجهاد"،
بصريح العبارة تطلقها دورات جهادية امام العالم الذي يحارب التطرف والإرهاب.. تلغم عقول ملايين اليمنيين بتعبئة عدوانية دعوة للاقتتال فيما بيننا والاحتراب مع الإقليم.
تعليم الجهاد لمن وضد من؟
تنتهك حقوق الطفولة وتغرر بالاطفال الأبرياء، مثلاً فك وتركيب واستخدام السلاح وتعرض عليهم مشاهدة معاركها لتنفيذ تعبئة نحو العنف والقوة ضد المجتمع.
وهنا خطر المراكز الصيفية (الحوثية) تغرر بهم بمحاربة أمريكا وإسرائيل التي لا يعرفها الصغار مستغلة عواطفهم الدينية.. واشياء كثيرة تعرفونها.
نحن لسنا ضد المراكز الصيفية، نحن ضد الأهداف والمغزى منها.
كيف تريدوننا أن نصدق أنكم تعلمونهم الولاء الوطني والتربية الوطنية وانتم تهدمونها امام اعيننا؟
تكفرون بكل الثقافة الوطنية التي نتحلى بها، تريدون فرض ثقافة ومعتقد وولاء لشخص بدلاً عن الولاء الوطني.
نحن نتساءل ونحتج لماذ لا تتعاملون كما يتعامل كل سكان العالم الذين تنكرون ثقافتهم وتتمسكون بالثقافة "الإيمانية" التي رسمها "كهنوت" غارق في كهفه.
انتم لا تؤمنون بالرياضة ولا تعلمونهم مثلاً الالعاب الاولمبية واللياقة البدنية التي تفيدهم.
لا يهمكم اكتشاف مواهبهم وقدراتهم والبحث عن الاذكياء والنوابغ، يهمكم فقط انفسكم واكتشاف الذين يمكن إن يستجبوا ل"هيا الى الجبهات"..!!
كيف نصدق أنكم تعلمونهم اللغات وانتم منعتم المعاهد التي تعلم اللغات؟ وتحرضون الطفل على استعداء العالم؟!
هذه المراكز خطر وتعلم الفوارق الطبقية التي دفنتها الجمهورية وذرت عليها التراب.. تعلمونهم ان هناك "اصطفاء وسادة وعبيدا"..!
هناك مراكز صيفية تتبنى الإنسان وتهدف إلى تقديم خدمة تفيدك فى حياتك المستقبلية وتغرس قيما اجتماعية اصيلة وتحفز نحو الإبداع والتميز وانتهاج الديمقراطية والحرية والكرامة وتحافظ على حقوق الطفولة.. نحن نؤمن بها وندعو الآباء والأمهات الى حث أبنائهم على الاستفادة منها.