محمد عبدالرحمن
المشاط وخطاب الابتزاز الأمريكي.. هل نجح السفير السعودي؟
تمر اليمن بمنعطف جديد لا أحد يتوقع إلى أين سيؤدي، وتتزاحم الظروف والأزمات وتتشابك مع المحيط الإقليمي والدولي، ولا يوجد مؤشر على أن هناك ما يوقف هذا التزاحم ويخفف وطأة الحرب على كاهل المجتمع، وفي خضم هذا التشابك والتزاحم، تظهر مؤشرات جديدة في خطاب الجماعة الحوثية والتي أظهرت فيه أن الزيارة التي قام بها السفير السعودي برفقة الوفد العماني في شهر رمضان المنصرم قد أحدثت تطوراً لافتاً ومثيراً للاهتمام، تمثل في وجود تعديل بسيط في خطاب الحوثي وقياداته، وهو ما ظهر جلياً في خطاب مهدي المشاط في لقاء جمعه بأعضاء السلطة المحلية في محافظة حجة يوم الاثنين 15مايو 2023م.
جل الخطاب في شقه السياسي ذهب المشاط بالتركيز على الدور الأمريكي في عرقلة مسار التسوية والملف الإنساني، بل إن هناك تضامناً معنوياً وغير مباشر مع السعودية، التي عفاها من مسؤولية صرف المرتبات وتنفيذ الجانب الإنساني، حيث قال: "الأمريكي لا يريد الحل، ولا يريد أن تُدفع المرتبات؛ رغم قناعة السعودي بضرورة دفعها". وهذا يمثل مفاجأة كبيرة في أن يتم ولأول مرة عدم تحميل السعودية مسؤولية صرف المرتبات.
الخطاب مليئ بالاتهامات للجانب الأمريكي، وكذلك ما يمكن القول عنه بأنه انحياز للجانب السعودي والتضامن معه بشكل نسبي، جراء ما يلاقيه من ابتزاز أمريكي حسب وصف الخطاب، حيث أكد المشاط على هذا الموقف في قوله: "أن الخلاصة هنا أننا أتحنا له فرصة –أي الجانب السعودي- الخروج من الابتزاز الأمريكي، وهذا هو سبب التأخير والضبابية في المرحلة الأخيرة".
من خلال هذا الخطاب ينكشف للجميع أننا قادمون على مرحلة جديدة لا بد للحوثي فيها أن يبحث عن مخرج ومهرب من الوعود والأوهام التي أطلقها أثناء الحرب لأتباعه، ومن التهم وشيطنة السعودية وإثارة مشاعر العداء لها طيلة السنوات الماضية، لأن المرحلة المقبلة تتطلب من الحوثي أن يكون خطابه مختلفاً تماماً تجاه المملكة العربية السعودية، بما يخدم وقف الحرب وبما لا يثير حنق السعودية تجاهه.
إنها وصفة السفير محمد آل جابر الذي أعطاها للحوثي، مخرجاً ومهرباً وشماعة يلقي عليها الحوثي كل فشله وإرهاصاته الإعلامية، هذه الوصفة التي فضحت الحوثي وكشفته أمام الناس بشكل يثبت أن الحوثي لم يكن يقاتل من أجل الوطن أو السيادة كما يدعي بل فقط الحكم والسلطة والثروة.
مرة أخرى تنجح السعودية في تعرية وفضح الحوثي، وتحويل خطابه بعيداً عنها، والذهاب نحو الولايات المتحدة الأمريكية في أسلوب جيد من أساليب إدارة الحرب ونتائجها في الختام.