وضاح اليمن الحريري

وضاح اليمن الحريري

تابعنى على

اللقاء التشاوري للانتقالي: لا تسأل عن سوق أنت وارد إليه

Tuesday 02 May 2023 الساعة 03:39 pm

سينعقد تاريخ 4 مايو 2023م اللقاء التشاوري للجنوبيين، الذي دعا له المجلس الانتقالي الجنوبي، داعياً مجموعة لا بأس بها من المكونات الحزبية والمدنية والمجتمعية في الجنوب، حيث تتعدد الاحتمالات حول مضمون ومخرجات هذا اللقاء التشاوري، إذ لم يعلن رسميا حتى هذه اللحظة، بحسب علمي، عن أدبيات اللقاء والمساعي التي يتوخاها، إذ تتفاوت التكهنات عن الأهداف غير المعلنة للمجلس الانتقالي، من خلف تنظيمه وترتيبه للقاء، وإن كان أبرزها حضوراً، بحسب تغريدة رئيس جمعيته الوطنية أحمد بن بريك، بما معناه أن المناسبة تأتي في إطار ضم المكونات الجنوبية في إطار المجلس الانتقالي، بينما قال آخرون إنها فرصة للمشاركة في صنع القرار الجنوبي والاتفاق ولو مبدئياً حول مستقبل الجنوب وكيفية الوصول إليه وتحقيقه.

وبين هذا وذاك، وبين تعدد الآراء، تفاوتت ردود الفعل والحماسة تجاه هذا النشاط، فهناك من سار به إلى أقصى ما يستطيع باعتباره أمرا مصيريا وحاسما تجاه الجنوب، وهناك من لم يعره اهتماما أو تغاضى عنه متعمدا، لأسباب مختلفة ومتباينة، لعل أكثرها تعبيرا ما يرتبط بالتوقيت لانعقاده، لملاحقة الإجراءات والتفاهمات السعودية - الحوثية وقبل فوات الأوان، ليفرض الانتقالي وجوده على طاولة المفاوضات كتعبير وحيد ومشروع عن الجنوبيين، مع التحفظ على أن ذلك لن يكون صحيحا حتى ولو نجحت فعالية إقامة اللقاء.

يبدو لي أن الفعالية ستنعقد بأي حال، حاملة بين طياتها أهدافا متفاوتة سواءً للمشاركين فيها أو الممتنعين عنها أو حتى غير المدعوين إليها، رامية حجرا في المشهد السياسي اليمني الراكد منذ سنوات، منذ اندلعت الحرب وتعطلت الحياة السياسية تماما من حينها، بقضية ذات أبعاد سياسية، عموما كل يراها من منظاره وتصوراته ومصالحه أيضا، هي القضية الجنوبية، المختلف حول النظر إلى حلولها بين أطروحتين رئيستين هما دولة الجنوب المستقلة أو الإطار الوطني اليمني بما يعيد للجنوب اعتباره في الدولة الاتحادية.

ولأن المجلس الانتقالي صار يمثل أداة واضحة لأطروحة الدولة الجنوبية المستقلة، من ناحية المقولات التي يتبناها، سعى لحشد التعبيرات السياسية المتعددة عنها، في ابتلاع كبير ومحاولة مستميتة لهضم كل تناقضات المصالح في المجتمع الجنوبي على الأقل، التي من الطبيعي أن تكون موجودة فيه كغيره من المجتمعات البشرية، بطريقة من الوارد أن تكون سببا لتمزيق أحشائه من الداخل في مرحلة لاحقة، كما حدث لأكثر من شكل سياسي شمولي في العالم، هذا من ناحية، أما من ناحية ثانية يعتبر الانتقالي فيها شريكا في السلطة من أعلى إلى أدنى مستوياتها، كما يمثل دورا فاعلا في صناعة القرار السياسي والعسكري للدولة في المناطق المحررة، الأمر الذي جعل منه صاحب بالين، الأول منهما في اتجاه الجنوب والآخر في اتجاه الاستجابة لرغبة دول التحالف، خصوصا السعودية والإمارات، في محاولة لاستجلاب أو فرض توجهاته عليهما بدون إعلان، وأمام المفاضلة بين أكثر من خيار لتقرير مصير الجنوب وخط سيره، قد لا يتبقى له من خيارات فعلية ومقدور عليها، في نطاق لعبة دولية معقدة، سوى أن يسير في اتجاه حل وسط، رغب به أو لم يرغب.