أصيل محمد رشيد

أصيل محمد رشيد

شراكة اليمنيين وعوائق حواجز الخصومة

Wednesday 05 April 2023 الساعة 02:48 pm

في وسط التجاذبات الدولية والإقليمية.. وفق معايير المصالح المشتركه واحترام أوجه الاختلافات وفي سباق للزمن تتسارع دول المنطقة في بناء علاقات وهدم حواجز  الخصومة بجدية وإرادة في تحقيق أجواء سلام تسهم في الازدهار.

ويدخل اليمنيون في نفق مظلم من التمترس خلف المواقف والتوجهات، برؤى عقيمة!، دون بروز أي مشروع جامع يتمتع بواقعية ويؤمن بأحقية كل التوجهات في أنها جزء من كل وبهذا الكل الجامع يتشكل الوطن!

هناك محاكاة نسبية تعتمل في المخا ويقدمها مكتب المقاومة مع الكثير من القصور.. ومع ذلك يوجد محاولة لبناء مشروع وطني جامع إن لم يؤمن به كل الشعب! فعلى الأقل سيصطف بعده غالبية كبيرة، لأنه سيلبي تطلعات الكل في حقوق المواطنة.

لا أدري كيف يقتنع الذي يصطف وراء عودة العهد الفائت بينما لو سألته عن أي مشروع تجده فاقدا للإجابة، يريد لعجلة الزمن أن تعود للخلف فقط. ولا يعي أن هذا لم يعد ممكنا وليس مقبولا ولا يلبي التطلعات للأفضل!

ونواجه صعوبة أكبر ممن يفصل المستقبل على مقاسه وتخيلاته وتوجهاته.. والمصيبة أنه لا يقدم هذا على أساس مشروع وطني للجميع، بل يقدمه على أساس، أنا أريد أن أكون هكذا وبس مليش دخل!؟ 

وهذا لم يعد ممكنا وليس مقبولا! ويبقى مستقبل البلاد إلى المجهول. 

‏بما أننا نحن الذين تحت سيطرة الحوثي برغم أننا نكاد نكون أغلبية وطنية ترجح كفة أي مشروع وطني جامع، ولكن عندنا من يفرض سلطته بالقوة ويكرس أدبياته في فهم الدين والسلطه على الناس بلغة القوة والسطوة والإقصاء وبتر كل يد تشير بعدم قبولها له.

 والمصيبة أنه اتضح وتجلى للجميع بما ثبت في  السنين الماضيات أنه الحوثي لا يملك مشروعا تنمويا وطنيا ومشروع بناء ونماء.. وكل فاعلية سلطته تتركز على 3 محاور أحدها وأكثرها صرامة إسكات أي صوت معارض أو مناهض في الداخل وكبت حرية الرأي والكلمة وكأن مصير البلاد ملكه الخاص وليس مستقبلنا ومستقبل أجيالنا القادمة.

المحور الثاني تتركز سلطته على تنمية الإيرادات والجبايات بشكل همجي بكل الطرق والوسائل، بل يصدر موازنة في كل عام فيها ربط خيالي لكل المكاتب الإيرادية بأضعاف ما كانت عليه ودون أي جديد يستحق منه ذلك الربط، وكأنه يقول لعامليه دبروا أنفسكم وبعد كل 3 أشهر يعطي إنذارا للذي لا يحقق نموا إيراديا بأن عليك الإسراع في تغطية العجز عندك أو سيتخذ الإجراءات.! ونتيجة الإجراءات معروفة طبعاً!.

المحور الثالث تركيزه على غرس وشحن أفكاره ومنهجه وقراءاته للقضايا الخلافية الإسلامية التاريخية في الطوائف والمذاهب ليفرض رؤيته وثقافته ومنظوره ورؤيته للدين والقرآن والإسلام والتي فيها المستورد العصري والمحدث الذي لم يسبقه إليه أحد.

والأعظم من ذلك يصر في اعتبار المناكفات السياسية دينا ويلزم الناس بها أنها دين وجب التمسك به، ويحاول فرضها وتسويقها على أنها من الدين، والعاقل والواعي يعرف أنها شعارات وخرافات وادعاءات تستخدم لاستعطاف المسلمين بقضايا تاريخية وعصرية يستخدمونها لاستجداء وقوف العامة إلى صفوفهم واحتمال إرهاصاتهم والسكوت على باطلهم تحت عناوين براقة وخادعة للعامة وفي حقيقتها وسائل وصولية للسلطة والمال.

ولكن مهما يكن الناس لديها من الوعي ما يفك طلاسم خرافاته فلا يغره صمت الناس ومهادنتهم له ففي أقرب فرصة سيخرجون في وجهه بشكل لا يتوقعه ومن حيث لا يدري! 

ولله عاقبة الأمور.