خلال أربعة أيام طالعت الكثير من المقالات التي انتقدت بلغة رصينة أو لغة حادة تصرفات سكرتارية منظمة الحزب (الاشتراكي) بتعز والتي يجمع الشارع بشكل عام على أنها خاطئة وفي طريق غير سوي خاصة في تماهيها مع مليشيا الإخوان الإرهابية والمحاولات المتكررة منها لتمييع الجرائم التي تقوم بها المليشيا في تعز.
بل وصلت في بعض الأوقات إلى طلب البراءة لها وتحميل السلطة المحليه وزر ما اقترفه الإخوان من مذابح ومجازر وذبح وتعذيب وإخفاء قسري لكثير من الأبرياء عميدهم أحد الرفاق وهو أيوب الصالحي.
وكان آخر هذه الأعمال المستنكرة من الشارع الحزبي قبل التعزي هو قيام سكرتير أول الحزب بمشاركة حزب الإصلاح مهرجانهم الخطابي والفني مخالفا لما قامت به الأمانة العامة للحزب والتي لم تقم وللمرة الأولى بتهنئة الإخوان بذكرى تأسيس حزبهم الإصلاح احتجاجا على الانتهاكات والمخالفات التي قام بها هذا الحزب المصنف إرهابيا وبلا منازع.
وبغض النظر عن المخالفة للقيادة المركزية للحزب من قبل السكرتارية تصادف في احتفالية الإصلاح أن أطفال المخفيين قسرا من أعضاء الحزب الاشتراكي كانوا أمام بوابة الاحتفالية يحملون صور ذويهم المخفيين في سراديب التعذيب الإصلاحية ومع هذا لم يعرهم رفاق آبائهم بالا ومروا من أمامهم وكأنهم مجرد شحاتين في إحدى جولات المعدمين ما استفز البعض من الرفاق والكتاب المخضرمين كخالد سلمان الذي بكت حروفه قبل عينه وانتقد ما قامت به السكرتارية بلغة رصينة ومؤدبة وبأسلوب راق جدا جدا.
كذلك انسلت حروف بعض المحروقين على وطن وشعب وأطفال يشتاقون لآبائهم فكتبوا وتمادوا في الحرقة حتى أخرجت حروفهم أنين ما يكتمون وهنا انقلب المدنيون إلى إرهابيين لكن بنكهة أخرى أفزعتني سواء من خلال التعليقات التي اتهم بها سلمان وهديش بأنهما خونة وعملاء ومرتزقة وغيرها من الألفاظ التي أخرجتهم من طور الآدمية إلى مربعات الوحوش المفترسة بدلا من أن تناقش الأمور بهدوء وروية وترى موضع الخلل أين؟ سواء فيما تقوم به السكرتارية فتقومها أو فيما يكتبه المنزعجون ومناقشته الحجة بالحجة.
لكن هذا لم يحصل، بل ما زاد الطين بلة هي حملات التضامن والتخوين والتشهير والإرهاب المعنوي الذي تعرض له المنتقدون من قبل قيادات مرموقة في الحزب وكتاب وأدباء وشعراء وكل الفئات في الحزب المدني (مجازا) والتي لم تتم ولن تتم إن تعرض أحدهم أو كلهم لمجزرة أو تهجير أو تعذيب من تنظيم الإخوان.
رأينا ذلك جليا في كل المواقف التي مرت بها تعز خصوصا وأبناء تعز ابتداء من تهجير مواطني المدينة القديمة مرورا بغزوة الحجرية وتهجير القيادات الأولى للمقاومة وضباط اللواء (35) مدرع والقتل والذبح الذي تعرض له المدنيون.
بل في حالات من هذه تم مباركة الفعل القبيح ومطالبة الحكومة بمكافأة المجرم وتمثل ذلك في بيان يطالب الحكومة بإدراج مليشيا الحشد الشعبي في الجيش بعد أحداث المدينه القديمة مباشرة.
إن المساس بأحد أصنام الحزب في معتقد هؤلاء هو مساس بآلهته وانهيار كلي للكون.
ولهذا يتركون كل جرائم الدنيا لتوجه أقلامهم إلى الإرهاب المعنوي وذبح الوجود الجماهيري والمكانة العلمية والنضال المكتسب لمن مس الآلهة حتى يسحقوه معنويا ووجوديا وهم لا يرون في هذا إرهابا!
وفي نفس الوقت ينتقدون من يقومون بالتعبير عن أفكارهم المتطرفة بأنه إرهاب!
حقيقة الأمر صعقت وأنا أرى كل هذا الغل والقدح والتشويه لبعض من رفاق قالوا رأيهم في "آلهة الرفاق" حتى أرعبوهم، وأقولها بصدق "أرعبوووهم" وأحدهم كتب اعتذارا بطريقة مجملة بعد كل هذا الإرهاب الفكري الذي مورس عليه ولن أتطرق إلى اسمه.
انتهاء الحديث أن "الإرهاب اليساري" أكثر قتلا وتنكيلا للفكر والرأي والإرادة وهو أخطر من الإرهاب الجسدي الذي يمارسه شركاؤهم في تعز بآلاف المرات.
من المعيب أن تكون قيادات حزبية على مستوى المكتب السياسي للحزب واللجنة المركزية له مشاركة في هذا الإرهاب وفي هذه السلوكيات التي لا تعني إلا شيئا واحدا أننا إن تمكنا من الحكم فعلى الألسن والحروف السلام..
*سكرتير منظمة الحزب الاشتراكي اليمني -الدائره (40) مديرية خدير