كانت لنا دولة وكان طموحنا ان نجعلها اكثر ديمقراطية وحرية وان نكافح الفساد الذي كان ينخر بعض اركانها.
لكنها وبصريح العبارة كانت دولة شكلا وقليلا من المضمون وبين عشية وضحاها افلشت ودك اركانها ريح صرصر عاتية اتت من اقاصي "كهوف الكهنوت" لتزكم الانوف بما تحمله من حقد على الدولة والنظام والمجتمع.
ارتضينا المقاومة ولممنا صفوفنا لمقاومة هذا المد الفارسي- الامامي وكانت قلوبنا كلها تحلم باستعادة الدولة ومؤسساتها.
لكن وبين غمضة عين والتفاتتها كانت الطامة الكبرى، فشركاء المقاومة انقلبوا عليها واستجلبوا من تنظيمهم الدولي نظرية التمكين والاستحواذ واقصاء الٱخر.
ترافق ذلك مع دخول رئيس الدولة في سبات شتوي طويل الأمد تحكم في قراراته طفل في السياسة ومتعطش للمنصب فكانت الانتكاسة الأولى للحلم واستحوذ الإرهاب على الكثير من مناصب الدولة ابتداء بالنائب وصولا الى شمول التعيينات في السلك العسكري والامني ليتجه "التنظيم" الى "ملشنة" كل المؤسسات ويتجاوز كل الخطوط الحمر بل ويتجاوز حتى سرير النوم الرئاسي فتمت تعيينات وبناء معسكرات من أموال الدولة ودون اي قرارات بل تم تسليم مناصب رفيعة بالسلك العسكري دون قرارات ودون مسوغ قانوني وخاصة في تعز منها وعلى سبيل المثل وليس الحصر عودة خالد فاضل لقيادة المحور وبدون اي قرار وكذا تشكيل ألوية ومعسكرات كاللواء الخامس رئاسي واللواء 45 واللواء الرابع "جبولي".
وكل هذه الالوية والمناصب ومن يقودون هذه الالوية لا يحملون اي مؤهلات عسكرية، بل لا يربطهم بالعسكرية والوطنية رابط.
ومع هذا ايضا وللتكرار وبدون قرارات رئاسية.
ومن هنا بدأ التآمر على كل بؤرة وطنية في تعز وغيرها ابتداء من شيطنة اللواء 35 مدرع واغتيال قائده الشهيد اللواء الركن عدنان الحمادي وما تلى ذلك من انشاء لمعسكرات عقائدية ممولة من دول معادية ومعززة بسلاح واموال الدولة فيما سمي ب"الحشد الشعبي" الخارج عن إطار الدولة والمتلقي اوامره من دول وكيانات معادية للدولة واستعادتها.
بل ان هذه النتوءات التي تم سرطنتها بالنهج التكفيري كانت اداة طيعة لقمع الناس وتهجيرهم من موطنهم وكانت على اهبة الاستعداد للهجوم في "غزوة العلمين" على الجنوب من اتجاه الشمال سعيا لاطباق الخناق على عدن واعادتها الى بيت طاعة "العجوز" و"التنظيم" لولا شجاعة وبسالة ابناء الجنوب والقوات الجنوبية آنذاك مسنودة بطيران التحالف الذي افشل المخطط الارهابي واعاده ادراجه.
ومع تولي المجلس الرئاسي زمام الأمور والصحوة للمخطط المراد من قبل التنظيم الإرهابي لاستهداف الدولة والخطوات التصحيحية للمسار واعادة هيبة الدولة خاصة في المناطق الشرقية تكللت بفتوحات "سهام الشرق" التي طاردت الارهابيين الى اوكارهم وطهرت الأرض من ثعابين الغدر والخيانة استنفر الإرهاب ادواته وسن مخالبه لاعادة الهجوم مرة أخرى على الدولة لكن من اتجاه آخر هو اتجاه تعز.
وتغييبا لدور الدولة ووزارة الدفاع شرع في انشاء معسكرات جديدة للشحن الأيديولوجي والوية قتالية استقطعها من الوية شرعية ليقتلنا بسلاحنا وبابنائنا ايضا تحت مسمى لواء وهمي هو "لواء النصر" و اجبر افراده للانصياع له ولقائده "الارهابي رامي الخليدي" المطلوب في اكثر من جريمة وذلك بعد تعليق رواتب هؤلاء الافراد بتوقيعه وتوقيعات معاونيه اللذين ايضا لا يربطهما بالعسكرية والوطنية اي رابط.
كل هذه التشكيلات المليشاوية التي طفت الى سطح مستنقع تعز مؤخرا ما هي الا اعدادا واستعدادا لمجابهة حضور الدولة في تعز والانقلاب الصريح على الشرعية كما هي في نفس الوقت نقطة انطلاق مستقبلا للغدر بقوات الساحل الغربي لتكوين كماشة عليهم من قبلهم ومن قبل المليشيا الحوثية وذلك بعد التفاهمات والتخابر الذي نتج بينهم خلال الايام الاخيرة كان اخرها زيارة وفد رفيع المستوى من تنظيم الاخوان الى مران لوضع لبناتهم الاخيرة لدق آخر مسمار في نعش الجمهورية المستقبلية ووأدها قبل ان ترى النور.
الى القوى الفاعلة بالمجلس الرئاسي من يحلمون بالدولة المدنية بغض النظر عن شكل الدولة القادم نداء لكم ان تكون عيونكم ثاقبة لما يحصل في تعز من تدمير للدولة وانشاء معسكرات وبؤر للارهاب ستكون وبالا علينا وعليكم وعلى المحيط والاقليم، كونوا عند مستوى الحدث وتحركوا قبل ان يتحرك عليكم وقبلكم الارهاب لنعود لنقطة الصفر او اللا عودة.