صلاح السقلدي

صلاح السقلدي

تابعنى على

من يجرؤ على الكلام والاقتراب من عُـش الدبابيـر؟

Sunday 08 May 2022 الساعة 05:07 pm

ليست المرة الأولى التي تحصل فيها عملية تسلل لعناصر إرهابية من محافظة البيضاء باتجاه الضالع عبر مديرية الشعيب المحاذية لمحافظة البيضاء من الجهة الشمالية.

 ففي عام 2012م وتحديدا في شهر يوليو، في غمرة الحرب ضد ذراع تنظيم القاعدة أو ما يُـعرف بـــ(أنصار الشريعة) في محافظتي أبين وشبوة تسللت مجموعة هاربة (12 عنصرا) إلى الشعيب بواسطة باص أقلهم في ذلك الحين. 

 وحدثت حينها نفس إشكالية مشابهة لما حدث اليوم، حين رفضت تلك العناصر تسليم أسلحتها للأمن واللجان الشعبية المحلية في ذلك الوقت، مع فارق أن عدد الضحايا كان (قتيلا من العناصر المتسللة، وقرابة جريحين من شباب المنطقة) فقط، وطريقة التعامل مع تلك العناصر حينها كانت أكثر احترافية برغم شحة الإمكانيات الأهلية مقارنة مع ما حدث اليوم من خطأ أمني كارثي، بل سقطة أمنية بكل المقاييس، وفي ظل إمكانيات لا بأس بها. 

 وتبقى الثغرة الأمنية التي تتسلل منها هذه العناصر (من اتجاه محافظة البيضاء) باقية على حالها وتتسع أكثر مما كانت عليه عام 2012م، وطريقة التعامل معها يزداد انحدراً نحو الأسوأ، برغم أنه يجب أن يكون أفضل، بعد أن صار للمديرية وللمحافظة قوات أمنية خاصة بها، قياسا بما كان عام 2012م، حين كان معظم القيادات والأفراد من خارج المحافظة.

وهذا يشير بأن القوات الأمنية اليوم بالمحافظة -على كثرتها وتعدد مسمياتها وانتمائها الجغرافي للمحافظة- تعاني من فشل وخلل واضحين لا يمكن التستر عليهما أو مداراتهما أبداً، يتكشف هذا بوضوح عند كل امتحان أمني، وبحاجة إلى ثورة تصحيح بعيدا عن أساليب الولاءات والتقاسم. 

فضلا عن الخطر الأمني الكامن الذي يتربص بهذه المحافظات كقنبلة مسكوت عنها، ومنها محافظة الضالع يظل هو التحدي الأبرز في الحاضر والمستقبل.

ونعني هنا مصانع تفريخ التطرف وتفقيس بيضه التي تتم على مرأى ومسمع من الجميع دون أن ينبس أحد ببنت شفة إزاءها بالمحافظة، والمتمثلة بما يعرف بـ(المعاهد الدينية)، دون رقابة من أحد، لا من جهة أمنية أو تعليمية أو إرشاد، سوى رقابة وإشراف الجهات الممولة من هناااااااك، والتي تنشط عند كل استحقاقات وتحركات سياسية، كما عودنا المموول دوما. 

 فمن يجرؤ على الكلام والاقتراب من عش الدبابـير؟

*من صفحة الكاتب على الفيسبوك