محمد عبدالرحمن

محمد عبدالرحمن

يمن بلا "إيران".. حوثي بلا "سلاح"

Friday 18 March 2022 الساعة 03:05 pm

يعلن مجلس التعاون الخليجي عن مشاورات للأطراف اليمنية، من أجل وقف الحرب، والحرب كان مبتدأها طغيان سلاح الحوثي بمخالب المشروع الإيراني التوسعي، لكن ربما دعونا نعتقد أن هذه المشاورات التي يرفضها الحوثي هي نقطة مفصلية لإعادة ترتيب الشرعية وغسلها من الأدران التي علقت بها طيلة سبع سنوات من الحرب بنتائج صفرية.

وقف الحرب لا يعني أن نكون كيمنيين قد وصلنا إلى نقطة النهاية، لا تزال إيران تمتلك قوتها في النفاذ إلى عمق الجغرافيا اليمنية وعبرها إلى الخليج، ولا تزال "الحوثية" الإرهابية تمارس بسلاحها أبشع أنواع الطغيان وتكريس الجهل ونهب الناس وسلبهم حريتهم وحقوقهم، وإذا كانت هذه المشاورات لوقف الحرب عند حدود الحوثي العسكرية الحالية فهذا يعني تكريسا لحروب طويلة لن تنتهي إلا في حدوث الاضطرابات الأمنية في دول الخليج كلها.

دعوة الحوثي إلى المشاورات من أجل وقف الحرب بدون أن يتم حشد الجهود وإعادة ترتيب الشرعية لاستكمال الضغط العسكري، هي دعوة جوفاء تلقي بظلالها على وسائل الإعلام بأن التحالف وصل مع الجماعة الحوثية الإرهابية إلى طريق مسدود يجب عنده البدء بالمشاورات لتثبيت واقعه وتكريس نفوذه.

الواقع أن التحالف ليس بحاجة إلى دعوة الحوثي للمشاورات، هناك حاجة خليجية ماسة لإعادة النظر في الشرعية التي تخوض سبع سنوات حرب وبنتائج صفرية، ويجب أن تكرس هذه المشاورات للخروج بشرعية أكثر واقعية وبأهداف أكثر جدية لإجبار الحوثي على ترك السلاح ورفع اليد الإيرانية عن رقاب اليمنيين، وإزالة التهديدات عن دول الخليج وممرات التجارة العالمية.

إصلاح منظومة الشرعية وإسقاط مسببات الهزائم والفساد التي علق بها طيلة سنوات الحرب هي أبجدية أولى لهذه المشاورات، لأن الحوثي متمسك ببقاء هذه المنظومة بكيانها الحالي، ليستمر في تثبيت واقعه وحصد نتائج هذا العجز للشرعية في اختراقه وكسب بعض النقاط هنا أو هناك.

صحيح أن هذه المشاورات سوف تشمل كل الأطياف اليمنية، لكن يجب أن تتضمن كل القضايا الأساسية والجذرية وأهمها الجنوب، ومن أجل أن تخرج بنتائج أكثر منطقية وواقعية يجب أن لا تتعدى ترتيب الوضع العسكري وإسقاط كيانات وأشخاص الشرعية التي امتهنت الفساد، ويجب أن تتضمن تعهدات بخوض معركة فاصلة تقطع اليد الإيرانية وتجرد الحوثي من سلاحه واستئصال شأفة العمالة للفكر والأهداف والأجندات الإيرانية.

بقاء إيران في اليمن يعني أن دول الخليج في مرمى الفوضى والاضطرابات، أما بالنسبة لليمن فسوف يستمر مسلسل الخراب والحرب والدمار، وبقاء إيران يضمن بقاء "الحوثية" الإرهابية ذراعاً قوياً بالسلاح والمال لممارسة التهديدات على دول الخليج، وممارسة القرصنة على ممرات التجارة العالمية، وهذا ما يجب أن يتحور حول مشاورات الرياض المقبلة، أن تكون اليمن بلا إيران والحوثي بلا سلاح.