محمد عبدالرحمن

محمد عبدالرحمن

مركون على الرصيف.. "نظرات الشيطان الإيراني" تراقبني

Monday 14 March 2022 الساعة 08:52 am

وأنت تمشي على رصيف صنعاء في ذروة القيض وانتصاف الشمس في كبد السماء، والمارة في تيه المعيشة ورقابة الأعين الإيرانية على أعمدة الإنارة، كثيراً سوف يتهادى إلى سمعك أصوات مبحوحة فيها من السباب والشتم واللعنات على تلك الأعين وتلك النظرات لأولئك الأشخاص البارعين في تدمير البلدان العربية مثل أعين سليماني ونظراته الشيطانية التي تراقب صنعاء وأهلها.

اختفى في الشمال المترع بالمآسي والأوجاع صوت اللحن وطرب النغم، وتكابد الناس وجع الصمت وانسياب شعور الانتظار أمام البنادق الملتوية في نحرها، وليس هناك ما يغني عن صوت لحن هارب من مخبئ التجأ إليه على حين غفلة الأعين الإيرانية في ذات يوم ممطر بالغيث يُطفئ لهيب جحيم ألقاه عميل إيراني على صدور اليمنيين وأسقطهم فيه عنوة، وهذا الشيء لا يُنهي الجحيم ولا محاولة الخروج منه.

شوارع مدن الشمال وقد تحولت إلى تمجيد قتلى طهران وإرهابييها الذين استباحوا العراق ولبنان وسوريا، والآن اليمن، يمتعض اليمني وهو يشاهدها تعتلي ناظريه وترسم صورة الاحتلال الإيراني الذي ركب على ظهر جماعة الحوثي التي انبطحت وامتهنت الارتزاق والعمالة لإيران واعتنقت مبادئها وأجندتها، هذه الصور التي تكشف وجه الارتزاق هي نقطة امتهان اليمني وتركيعه وقتله معنوياً ومادياً للوصول إلى مرحلة الاستسلام.

لا أطيق الوجوه الإيرانية وهي تراقبني بأعينها في شوارع بلدتي ومدينتي، لا أطيق أن تبقى تلك الأعين هي من تغتالني وتستبيح وجودي وتملأ كياني وعقيدتي، ولا أحمل تجاهها إلا البغض والكراهية واشتعال ثورة المقاومة في كياني ضدها، معلناً تسخير نفسي للتحرر من هذه العبودية وهذا الاستبداد، وخرق تلك الأعين ومن يقف خلفها ممن يتحدثون لهجتي.

في تلك الأعين التي تراقبني هي صنيعة الخديعة التي تمكن الحوثي بتمريرها قبل إسقاط اليمن من خارطة العالم، وتكللت هذه الخديعة في توسيع مكنون أهدافها لتصل درجة بيع التاريخ وتزييف وجه اليمن التاريخي وقد تمكنت من الإنسان وسلبه قيم اليمني وتجميد القدرة على التفكير والنقد والأخذ بزمام الردع أمام أي محاولة لتحويل مسار التاريخ واليمن بشكل عام.

أنا أمام احتلال إيراني أعاني ويلاته وأتجرع أزماته وقوانينه وأجندته، يطوف بي الصبر في أزقة كل قرية ومدينة، وتصطادني تلك الأعين الإيرانية في كل زاوية، ولا أتابع مجريات تلك الأدعية التي تفرز بين الحق والباطل، لأن الباطل هو أن تبقى إيران ومخلفاتها الارتزاقية تصطاد اليمنيين وتزج بهم غياهب الجب وعذابات الزمن والأيام.

لا أمتلك القدرة على اتباع نهج سياسي لا يمنحني الإسناد واحتواء تطلعاتي التحررية من قيود الاستبداد الإيراني في بلدي وسيطرته على صنعاء، ولن أقف مع أولئك الذين يرغبون بصنعاء لكن في البقاء على الفراش الوثير في فنادق العالم وبين منتزهات أوروبا ومفاتنها، ولا يمكن أن أبيع صبري وصمودي في العيش تحت وطأة هذا الاحتلال التسلطي الكهنوتي لأي جماعة سياسية لم تخص معارك الشرف ضد هذا الاحتلال ولم تتواجد في الميدان وفي مقدمة الصفوف التي تدافع عن هذا الشعب ضد الاحتلال الإيراني ومرتزقته الحوثية.