سالم.. فقد قدمه وحلمه بإنفجار لغم حوثي في ذوباب

المخا تهامة - Wednesday 12 February 2020 الساعة 08:02 am
ذوباب، المخا، نيوزيمن، خاص:

عندما كان عبده سالم يتجول على مركبته بين المناطق والقرى الريفية في ذوباب كبائعاً لأعلاف المواشي، لم يكن يعلم أنه سيقع ضحية لألغام مليشيات الحوثي.

يقول سالم "لنيوزيمن"، كُنت أعيل أسرتي من مردود ذلك العمل وكانت مهنتي الوحيدة كما كانت حلمي في الحياه.

لكن مليشيات الحوثي التي أغرقت مناطق الساحل بآلاف الألغام، وأغلقت أيضا الطرقات المؤدية للمناطق المحررة حولت حياة الكثيرين إلى جحيم.

بادئ الأمر فرضت على المدنيين في المناطق الواقعة تحت سيطرتها حصار مطبق، كما لم تتيح لهم سوى منافذ محددة، غير آمنة للوصول إلى المناطق المحررة، لأنها زرعتها بالألغام دون أن تقوم بتحذير المدنيين منها.

أحد تلك الطرق كانت بمحاذاة "واحجه"، وبدأ السائقين بالتنقل عليها غير مدركين خطر ما زرعته المليشيات تحت التراب.

كان المتحوثين يهددون السائقين دوماً بتلغيم الطرق، أو ان طرقاً بعينها تم تلغيمها بالفعل، لكن سائقي السيارات عادة ما كانوا يغامرون بأنفسهم فيسلكونها غير مدركين ما قد يتهدد حياتهم.

وذات يوم غائم تتخلله قطرات المطر، كان سالم ماراً كعادته من خط الكداح، ولم يعكر صفو ذلك اليوم سوى إرتطام إطار السيارة التي كان يقودها بلغم ارضي.

خلف الإنفجار سحابة من الدخان والغبار في الهواء، وقذف بسالم إلى خارج سيارته ليلقي به على قارعة الطريق، مبتور القدم و فاقدا للوعي.

حينها، كان ناصر محمد يسير على متن دراجته النارية في نفس ذلك الخط، وبمسافة تبعد قليلاً عن مكان وقوع الإنفجار، وقد دفعه فضوله لمعرفة
ما الذي حدث.

وصل ناصر على مشهد مأساوي، رجلاً مبتور القدم وجسد ممزق يغرق في دمائه، كان مشهداً مؤلماً جعله يتردد كثيراً في الإقتراب من ذلك الرجل ومساعدته، لكن ضميره لم يطاوع تركه، بعد أن وجد سالم ما يزال ينبض بالحياه.

حمل ناصر الرجل على متن دراجته النارية وهو يسابق الزمن، خشية أن يلفظ أنفاسه، نظرا للدماء التي فقدها إلى أن وصل إلى أقرب نقطة لقوات المقاومة والتي قامت بإسعافه إلى مستشفى المخا وبعدها إلى مدينة عدن.

أجريت عدة عمليات لسالم وانتزعت من جسده عشرات الشضايا، وأجريت له عدة عمليات، في رحلة علاجية مليئة بالحزن والألم.

تحول سالم من شخص يعيل أسرته، إلى شخص معاق، عاجزاً عن العمل، بعد أن فقد
قدمه وحلمه وسيارته التي كان يعمل عليها.