تكنولوجيا جديدة لتوليد الطاقة الكهربائية من الخطابة، وسباق لتشييد بنوك الطاقة اليمنية الخضراء

تقارير - Monday 11 March 2024 الساعة 12:42 pm
المخا، نيوزيمن، كتب/مُسَرْنَم بن نبهان:

توصَّل خبراء تكنولوجيا الطاقة الخضراء والمتجدِّدة في "حيدان فالي" (Haydan Valley) بمقاطعة صعدة شمال اليمن إلى تقنية حديثة ومبتكرة لتوليد الطاقة الكهربائية من الخطب والأحاديث المرتجلة التي يتبارى في إلقائها قادة القوى المتصدِّرة للمشهد في جمهورية اليمن الاتحادية العظمى.

>> الانتخابات اليمنية المقبلة إلكترونية بالكامل ضماناً لأعلى درجات النزاهة والمصداقية وتوفيراً للجهد والموارد

وتعمل هذه التكنولوجيا الصناعية الثورية من خلال امتصاص نبرة الحماس الخطابي والهيجان اللفظي وبيكربونات الرذاذ المتطاير من الفم، وذلك عبر مستشعرات الألتراساوند الفينومغناطيسية ولاقطات الاهتزازات البينذاتية الحركية الحسَّاسة، وتحويلها إلى حزم ضوئية متجددة دائرية الاتجاه، ثم تضخيم تدفُّقها ومضاعفة قوَّتها آلاف المرات، ومن بعد ذلك تخزينها قي بطاريات كبيرة الحجم سوف تُصنَع خصيصياً لهذا الغرض، وسيُطلَق عليها اسم "بطيخ" اختصاراً لـ"بنوك الطاقة اليمنية الخضراء".

وفي حديثٍ خصَّ به وكالة أنباء جمهورية اليمن الاتحادية "أجيت"، أوضح البروفيسور رافع مايك الخطيب الحوثباني، الذي قاد فريق تطوير هذه التقنية، أن التجارب الأولى لعمل هذه التكنولوجيا الصناعية التحويلية واعدة ومبشّرة، وأنه بعد اكتمال تهيئتها وتنصيبها في صالة "الصرخة إلكترونيك لاختبار التجارب العلمية المتقدمة" تم تجريبها للمرة الأولى على خطبة مباشرة تكرَّم علم الهدى رقم واحد وألقاها في الصالة بشكل مباشر ومن دون حجاب، أمام العشرات من الروبوتات الخشبية التي بالرغم من ذلك تفاعلت وصرخت بآيات الثناء والإعجاب.

وفي ضوء نتائج هذه التجربة مع خطبة علم الهدى رقم واحد، والتجارب الأخرى التي تلتها مع خطب قادة نورانيين آخرين، توصَّل الباحثون إلى أن خطبة واحدة لمدة ساعة تكفي لتوليد طاقة كهربائية بإمكانها إنارة مدينة متوسطة الحجم أسبوعاً كاملاً. 

لكن الرهان على فاعلية هذه التقنية، بحسب البروفيسور رافع مايك الخطيب الحوثباني، لا يزال مرتبطاً بالقدرة على التوسُّع في بنوك الطاقة اليمنية الخضراء، الـ"بطيخ"، فكلما تم التمكُّن من صنع وتشييد خزانات طاقة عملاقة (بطاريات فائقة الحجم) زادت فعالية هذه التقنية التي تُولِّد الكهرباء من خطب أعلام الهدى ومصابيح الدجى، ويمكن معها الاستغناء عن مصادر الطاقة الأخرى، أو تقليل الاعتماد عليها إلى أدنى حد.

وتوقَّع البروفيسور الحوثباني أنه في غضون عام إلى عامين ستكون مسألة خزانات الطاقة العملاقة هذه قد تم حلّها، لافتاً إلى وجود سباق يجري حالياً بين شركات حيدان فالي المتخصصة في تكنولوجيا الطاقة النظيفة، وذلك لتطوير بطاريات تشعُّبية متسلسلة عالية القدرة والكفاءة التخزينية، وعلمت وكالة "أجيت" من مصادرها الخاصة أن شركة "مرَّان غرين إنرجي" ستكون السّباقة إلى طرح نموذجها التجاري من بطاريات بنوك الطاقة التشعبية هذه، وذلك بسعة تخزينية تبلغ ما بين 400 إلى 600 جيجاوات/ساعة للخزَّان الواحد.

وكشفت عضو فريق تطوير تكنولوجيا توليد الطاقة من الخطابة، المهندسة شمعة نجم الدين الضوياني، عن تفصيل آخر، قائلة إن فاعلية توليد الطاقة من الخطب المباشرة هي الأعلى، إلا أنه يمكن كذلك توليد الطاقة من التسجيلات التي تم أخذها لهذه الخطب، مستدركة أنه كلما أُعيد تشغيل هذه التسجيلات قلّ مستوى توليد الطاقة منها إلى أن تضمحل، ما يؤكد الحاجة إلى خطب جديدة ومباشرة، وأضافت إنه من هذه الناحية لا يمكن توقُّع أي عجز في الإمدادات، وذلك لقدرة أعلام الهدى غير المحدودة على إلقاء الخطب المرتجلة بكميات تجارية.

وختمت الدكتورة الضوياني حديثها بالإشارة إلى أحد أكثر جوانب هذه التقنية الصناعية الثورية المبتكرة تميزاً، قائلة إنه لا تزال فعالية تكنولوجيا توليد الطاقة من الخطابة مقتصرة على الخطب والأحاديث التي يلقيها أعلام الهدى ومصابيح الدجى، بينما لم تعمل هذه التكنولوجيا مع بقية الخطب والأحاديث التي يلقيها قادة القوى الأخرى، وأنه لا يزال هذا الأمر لغزاً محيراً لم يتوصل علماء حيدان فالي إلى حلِّه أو تقديم تفسير له حتى الآن.